“تلويح” بالاستقالة وانتقاد الرئيس و”استقطاب” المعارضة.. ماذا يجري داخل المجلس الجماعي بصفرو؟
يعيش المجلس الجماعي لمدينة صفرو حالة من “الترقب” و”التوجس”، إثر انتشار شائعات تروج لـ”استقالة” حفيظ وشاك، من رئاسة المجلس، ولـ”استقطاب” المعارضة على نطاق واسع، مع عقد اجتماعات، غاب عن أحدها الرئيس ومستشارو حزبه ونائب للرئيس، فيما جمع اجتماع آخر، بمدينة فاس، الرئيس ونائبه “المقرب” وممثل عن المعارضة.
لكن، ماهي تفاصيل هذه الاجتماعات؟ وماذا يقع داخل بلدية صفرو؟
مصادر مطلعة أكدت، لجريدة “الديار”، أن حالة من الغموض الشديد تلف تسيير المجلس الجماعي لمدينة صفرو، في الفترة الأخيرة مع تواتر معطيات وأحداث خلقت جدلا واسعا بين المنتخبين وبين المتتبعين للشأن السياسي بالمدينة.
وقالت مصادرنا الموثوقة، في ردها على استفسارات جريدة “الديار”، إن قضية تلويح وشاك بالاستقالة انطلقت مباشرة بعد توليه الرئاسة لأسباب غير مفهومة، “لكن، هذه المرة انتشرت الشائعة بشكل كبير بعد دخول أطراف من السلطة على الخط”.
وألمحت مصادرنا إلى أن انتشار هذه “الشائعة” بهذا الشكل الكبير يدخل، ربما، في نطاق “شد الحبل” مع عامل إقليم صفرو، بعد توصل الجماعة بمراسلة أثارت “غضب” الرئيس (ننشر تفاصيلها لاحقا).
“وما زاد في الغموض حول هذه القضية، تضيف مصادرنا، هي طريقة إجابة الرئيس لسائليه من مستشاري مجلسه عبر الهاتف، خلال غيابه عن الجماعة”، مبرزة أن الرئيس كان يكتفي في رده بـ: “حتى نجي”، بدل نفي أو تأكيد قراره النهائي في الاستقالة.
ولم يفت مصادرنا، في السياق نفسه، الإشارة إلى نفي وشاك لـ”إشاعة” الاستقالة، الخميس الماضي بعد اجتماعه بأغلبيته، “وهو الاجتماع الذي استغله، كذلك، للرد على “انتقادات” طالته من طرف عناصر من أغلبيته، في لقاء عُقد ليلة الأربعاء الماضي.
وأوردت المصادر نفسها أن اجتماعا لمستشاري الأغلبية يوم الأربعاء، عرف تغييب مستشاري “الأحرار” والنائب “المقرب” من الرئيس، جاء بعد دخول أطراف على خط محاولة “صلح” بين مستشارين، قبل أن يتم الاتصال بباقي المستشارين الذين التحقوا باللقاء، بمكتب أحد المهندسين بالمدينة.
“هذا الاجتماع عرف “مكاشفة” بين بعض المستشارين، مع توجيه انتقادات لرئيس المجلس همت طريقة تواصله مع الأغلبية و”تسييره الانفرادي”، إضافة إلى حالة الغموض التي تعرفها البلدية بسبب تصريحات الرئيس وتعمده الحديث، بمناسبة أو بدونها، عن رغبته في الانسحاب من الرئاسة”، تقول مصادر جريدة “الديار”.
وشددت مصادرنا على أنه تم الاتفاق على التمسك بالأغلبية الحالية وضرورة مواجهة الرئيس وطرح جميع الملاحظات التي تم الاتفاق حولها أمامه، ومطالبته بتحديد موقفه النهائي من تسيير المجلس أو الاستقالة، “وهو ما لم يحدث في اجتماع أول أمس الخميس مع الرئيس”، تستطرد المصادر نفسها.
أما فيما يتعلق بـ”استقطاب” المعارضة، أوضحت مصادرنا المطلعة أن اجتماعا، في هذا الإطار، عقده حفيظ وشاك ونائبه “المقرب”، مع أحد مستشاري المعارضة، بأحد فنادق مدينة فاس نهاية الأسبوع الماضي، تم الاتفاق خلاله على إعادة توزيع اللجان، باستثناء لجنة المالية، ومنحها لمستشاري المعارضة.
وذكرت المصادر ذاتها أن الرئيس اشترط على ممثل المعارضة، خلال هذا “العشاء” على ضرورة تقديم المعارضة لـ”طلب” بهذا الخصوص مع التزام مستشاري المعارضة بـ”هدنة”، تتثمل في عدم “التعرض” للرئيس و”مهاجمته”، “صمت لاحظه متتبعون بعد هجوم الرئيس وشاك على المحتجين ضد غلاء الأسعار”، تورد المصادر، في الوقت الذي شدد أحد مستشاري المعارضة على عزمهم الدخول على الخط ومساءلة الرئيس حول الموضوع في أول دورة مقبلة للمجلس الجماعي.