حفل باذخ في مقر الغرفة بإيفران.. البوطيين يسقط في فضيحة أخرى

رغم وابل الانتقادات التي واجهها بخصوص تحويل المقرات التابعة لغرفة الصناعة التقليدية إلى ما يشبه قاعة الحفلات للإشادة بانتصاره في المعركة القضائية ضد خصمه، وهو أيضا عضو في الغرفة، تمادى الرئيس عبد المالك البوطيين عن حزب الحركة الشعبية. وكانت حفلة في مقر للغرفة بمدينة إيفران، يوم الأربعاء الماضي، قمة في التمادي، حسب مصادر من الغرفة.

فقد قالت مصادر نفسها، إنه بعد حفلة صاخبة بالورود والحلويات واستقبال عدد مهم من مؤثرات التعاونيات التي تستفيد من “ريع” الدعم، حظي رئيس الغرفة باستقبال “الرؤساء” في حفل باذخ، حيث وجد العشرات من الأتباع والمريدات في استقباله وهم في صف متراص، يحيونه ويسلمون عليه ويشدون على يديه “الكريمتين”، قبل أن يتسلم باقة من الورد الأحمر، والتمر والحليب. وفي باب المقر فرقة موسيقية أمازيغية بألوان زاهية تقليدية استقبلته بالأهازيج الشعبية، وكأن الأمر يتعلق باستقبال غير عادي في مناسبة وطنية كبيرة.

والصادم أكثر، أكثر تقول مادرنا، أن الفرقة تم إدخالها إلى قاعة الاجتماعات في مقر الغرفة، وبينما كان رئيس الغرفة جالسا منتشيا، ومحاطا بأتباعه ومريداته، ظلت الفرقة تجوب القاعة ذهابا وإيابا وهي ترقص وتردد عبارات “التمجيد”.

وعلقت المصادر بأن كل هذا يدخل في إطار احتفال الرئيس البوطيين بانتصاراته الوهمية في معركة ضخم منها، في حين أن الأمر يتعلق بإجراء مسطري قضائي عادي بثت فيه المحكمة الإدارية الابتدائية وقضت محكمة الاستئناف الإدارية بإلغاء القرار الابتدائي، وانتهى الملف الذي عرف بالطعن المرتبط بالمستوى الخامس ابتدائي للرئيس، بعدما أدلى للمحكمة بالوثائق المطلوبة والتي كونت قناعة مفادها أن الرئيس الحالي تتوفر فيه الشروط المطلوبة لمواصلة مشوار ترأس الغرفة.

وأضافت مصادرنا، في السياق ذاته، أنه كان حريا بالرئيس البوطيين أن يجتهد للنهوض بالقطاع الذي يواجه النكبة بسبب تداعيات جائحة كورونا، وأن يبحث عن إمكانيات استفادة الحرفيين من التكوينات للنهوض بمهنهم والبحث عن السبل الكفيلة بتسويق المنتوجات، والبحث عن إمكانيات الدعم لتجاوز الأعباء الكثيرة التي تجثم على القطاع بمختلف مكوناته، لا أن يخصص كل مجهوداته ومجهودات الغرفة ويستنفر الموظفين والتعاونيات التي تستفيد من “ريع” الدعم للإشادة بمعاركه الوهمية وانتصارات السراب، لأن الانتصارات الحقيقية، يقول الغاضبون، هي ضد الاستغلال والتهميش والفقر والعزلة التي تعاني منها فئات واسعة من الحرفيين.