بعد تجهيز نفق في مدة قياسية بالرباط.. غضب التجار من “التهيئة العشوائية” لشارع محمد الخامس وسط فاس

اضطر العشرات من أصحاب المحلات التجارية بشارع محمد الخامس بوسط مدينة فاس، في الأيام الأخيرة، إلى إغلاق محلاتهم بعدما حولت التساقطات المطرية الأخيرة الشارع إلى أكبر مسلك “قروي”، حيث البرك المائية والحفر، وصعوبات العبور والمرور.
ولا يخفي المارة في هذا الشارع انزعاجهم الكبير جراء وضعيته بسبب أشغال بطيئة ومرتبكة تؤكد، بالنسبة لعدد منهم، الوضعية العامة التي وصلت إليها البنيات التحتية بالمدينة.
أحد سائقي سيارات الأجرة قال لجريدة “الديار”، دون أن يخفي انزعاجه من الوضع العام في المدينة، إن أشغال تهيئة نفق الرباط لم يدم سوى أسابيع، وتم إخراج مشروع ضخم يساهم في تجاوز أزمة السير والجولان بالمدينة، في أبهى حلة، بينما مشروع تافه بدون قيمة مضافة لا يزال يعاني التأخر في مدينة تحولت إلى أكبر دوار في أقصى قرية من قرى المغرب، يعلق أحد تجار الأفرشة، وهو يتأمل وضع الأزمة في الشارع الذي تكلفت شركة  “العمران” بتنفيذ أشغاله بينما تشير المعطيات الرسمية إلى أن السلطات المحلية هي المكلفة بتتبع الإنجاز.
وتم إنجاز الشطر الأول من أشغال تهيئة هذا الشارع، بعد تأخر كبير. لكن بالنسبة للساكنة، فإن الجبل تمخض ولم يلد سوى فأرا، في إشارة إلى أن هذه الأشغال التي بوشرت منذ أكثر من سنتين لم تأت بأي قيمة مضافة لهذا الشارع التاريخي في وسط المدينة الجديدة.
وكان مطلب إعادة تهيئة الشارع من أبرز مطالب التجار وأصحاب المحلات وفعاليات المجتمع المدني، بعد أن أصبح وضعه بسبب الإهمال يوحي ببؤس كبير يخدش صورة المدينة. وراهن المدافعون عن إخراج هذا المشروع إلى حيز الوجود على أن يصبح الشارع في حلة جديدة، وأن يساهم في الرفع من جاذبيته، وأن يحسن صورة المدينة لدى الزوار. لكن التطلعات تحولت إلى سراب، بعد استكمال الشطر الأول من الأشغال. وتسير أشغال الشطر الثاني سير السلحفاة، مما سيطيل أمد الأزمة التي تضرب أصحاب المحلات في هذا الشارع.