فرص شغل ورواج اقتصادي.. فيلم “إنديانا جونز” يفضح “عجز” المسؤولين بفاس 

أغلقت السلطات صباح اليوم الإثنين مقطعا طرقيا بالقرب من منطقة بوجلود بفاس العتيقة، لتصوير مقطع من مقاطع الجزء الخامس من الفيلم الأمريكي “إنديانا جونز”. وفي هذا المقطع سيارات متهالكة وشاحنة محملة بأكوام تبن ودراجات نارية وسيارات إسعاف وسيارات نقل سياحي، وأخرى ثلاثية العجلات، ومجموعات متفرقة من الشبان هنا وهناك يتبادلون أطراف الحديث، في انتظار بدء تنفيذ تعليمات التصوير.  

الإغلاق خلف بعض الارتباك في حركة السير والجولان، لكن سائق سيارة أجرة صغيرة، قال معلقا: “هذا الارتباك غير مهم، بالنظر إلى ما يخلقه هذا العمل من فرص شغل لأبناء الأحياء الشعبية بالمدينة”، ومنهم سائقون مهنيون التحقوا بالركب، مقابل مبالغ يومية يقول سائق الطاكسي إنها محددة في 400 درهم عن كل يوم عمل. وتبلغ التعويضات التي تمنحها إدارة الشركة المكلفة 200 درهم عن كل يوم عمل بالنسبة لعشرات الشبان الذين تم اختيارهم للعمل لدى هذه الشركة، ومنهم من يقوم بمهام الحراسة والتنقية والمساعدة في ترتيب الفضاءات، وغيرها.

وقبل ذلك، شهدت دروب حي الملاح وفاس العتيقة وجنان الورد تصوير عدد من مشاهد الفيلم. واستعانت الشركة المكلفة في هذه العمليات بالعشرات من شبان هذه الأحياء. وحتى في حالة إغلاق المحلات التجارية، فإن الشركة منحت لأصحابها تعويضات مجزية تراوحت ما بين 1000 و4000 درهم عن كل إغلاق.

وانطلقت أعمال تصوير هذا الفيلم الأمريكي الذي يحكي عن مغامرات عالم آثار شهير، منذ منتصف شهر أكتوبر الجاري، بمشاركة بطل الفيلم هاريسون فورد والذي حل بالمدينة منذ 14 أكتوبر الجاري.

وإلى جانب العشرات من شبان الأحياء الشعبية، فقد خلق الفيلم فرص شغل لكثير من التقنيين والممثلين المغاربة.

ونجح تصوير هذا الفيلم في المدينة في ما فشل فيه المسؤولون المحليون منذ عقود، حيث خلق فرص شغل، وساهم في رواج اقتصادي ينتظر أن يستمر لما يقرب من أربعة أشهر، حيث حجزت الشركة المكلفة عددا من الفنادق المصنفة بأكملها.

ويرتقب أن يساهم “إنديانا جونز” في التعريف بالمدينة على الصعيد العالمي، وهو ما من شأنه أن يرفع من الجاذبية السياحية للمدينة.

وكانت الشركة المكلفة بتنسيق التصوير في المغرب قد وجدت، في البداية، صعوبات في الحصول على التراخيص من السلطات المحلية لبدء التصوير. وبرر مسؤولي ولاية الجهة التردد الذي كاد أن يلغي هذا المشروع بصعوبات مرتبطة باختيار فضاءات التصوير، في إشارة إلى الأحياء الشعبية للمدينة، وما يمكن أن يشكله التصوير فيها للنجوم والممثلين الأمريكيين من مخاطر. لكن تدخلا على الصعيد المركزي أنهى هذا التردد، وحسم الأمر لصالح التصوير.

وسيوفر هذا العمل السينمائي الضخم ما يقرب من 7 آلاف منصب شغل بالمدينة.