ٍخطط “البيجيدي” لتحويلها إلى مرآب سيارات.. المصير المجهول يواجه ساحة “فلورانس”

تركها العمدة شباط مرتعا للمشردين وجنباتها مراحيض مفتوحة، وبين الفينة والأخرى، يشعل فيها اليساريون والحقوقيون وما تبقى من نشطاء حركة 20 فبراير، الشموع ويرفعون الشعارات وسط تعزيزات أمنية للمطالبة بالحق والكرامة والعدالة الاجتماعية..

وبعد شباط، تركها العمدة الأزمي عن حزب العدالة والتنمية تواجه نفس الإهمال، وزاد وضعها تدهورا، قبل أن يمنحها “هدية” لشركة “فاس باركينغ” بغرض إحداث مرآب تحت أرضي، بأفق غامض. وهي الآن تسائل عبد السلام البقالي، العمدة التجمعي، وفريقه، عن برنامج من شأنه أن ينقذها من الضياع، وأن يحولها إلى فضاء من شأنه أن يساهم في إعطاء صورة مشعة لوسط المدينة.

ويعود إحداث هذه الساحة إلى عهد الاستعمار الفرنسي، حيث أطلق عليها في بداية الأمر ساحة اليوطي. وفي بداية الستينات من القرن الماضي، تغير اسمها ليصبح ساحة “فلورنس”، بعد عقد اتفاقية توأمة بين مدينة فاس ومدينة فلورانسا الإيطالية.

وقد سبق للعمدة السابق، ادريس الأزمي، ونائبه الأول محمد الحارثي، أن تحدثا على أنها ستتحول إلى موقف تحت أرضي للسيارات، وذلك تبعا لدفتر تحملات وقعته الجماعة مع شركة “فاس باركينغ” التي فازت بصفقة تدبير مواقف السيارات، والتي ووجهت بمعارضة كبيرة من قبل الساكنة انتهت بها إلى إغلاق مقرها، ومغادرة كبار مسؤوليها دون سابق إنذار نحو إيطاليا.

وتحدث الحارثي، حينها، على أنه من المرتقب أن يسع مرآبها تحت أرضي لحوالي 500 سيارة. لكن ما لم يتحدث عنه منتخبو “البيجيدي” حينها هو مصير الساحة التاريخية؟ هل ستبقى بعد إنجاز المرآب تحت أرضي؟ أم إن رهان المرآب سيجهز على هذه المعلمة؟. وبعد انتكاسة تجربة “البيجيدي”. هل سيواصل العمدة التجمعي نفس نهج “الإجهاز” على الساحة؟ أم سيبحث عن حلول أخرى للإبقاء عليها وإعادة تهيئتها؟

البقالي قال، في تصريحات صحفية، عقب توليه المسؤولية، إنه سيعمل كل ما بوسعه لإحداث المتنفسات الخضراء لفائدة الساكنة. وأشار إلى أن هذا الملف يمثل، بالنسبة إليه، إحدى الأولويات. فهل ستدخل الساحة ضمن هذه الأولويات؟