أين تذهب “مداخيل” الخيرية الإسلامية بصفرو؟.. أيتام دون طعام ومستخدمون بلا تعويض وهذا تعقيب رئيسها السابق

وجه مستخدمون بالجمعية الخيرية الإسلامية شكاية إلى عامل إقليم صفرو حول حرمانهم من أجورهم لأزيد من سنة إضافة إلى تعرضهم للإهانة والابتزاز والتهديد من طرف بعض أعضاء الجمعية الخيرية الإسلامية.

وحسب نص الشكاية، موجهة كذلك إلى باشا المدينة ومندوبية التعاون الوطني ووكيل الملك بابتدائية صفرو، فإن رئيس الجمعية المسيرة للخيرية الإسلامية تهرب من مسؤوليته بدعوى أنه لم يعد مسؤولا عن الجمعية وأنه قدم استقالته، قبل ان يضيف المحتجون أن (ع.و)، مستخدم مقرب من بعض أعضاء الجمعية، يقوم بجمع الأكرية من أصحاب المحلات التابعة للمؤسسة.

وأفاد المصدر ذاته، أن عملية تحصيل أكرية المحلات تتم بدعوى تأدية أجور المستخدمين، لكن لا يستفيد منها سوى (ع.و) نفسه ومنظفة وحارس المؤسسة فقط.

وكشف المستخدمون، في الشكاية ذاتها توصلت جريدة “الديار” بنسخة منها، عن تعرضهم للابتزاز والتهديد من أجل تقديم تنازلات عن الشكايات والدعاوى المرفوعة ضد الجمعية، مشيرين إلى وفاة أحد المستخدمين، الذي لم يجد المال لاقتناء الدواء بعد رفض تمكينه من أجره.

إلى ذلك كشف متضرر، في تصريح لجريدة “الديار”، أنه، و12 مستخدما آخرين موزعين بين الإدارة والمطبخ والنظافة والتأطير التربوي، لم يتوصلوا برواتبهم منذ 15 شهرا بالضبط، مشيرا إلى أن أزمتهم انطلقت قبل “جائحة” كورونا”.

مصدرنا أفاد أن الجمعية المسيرة للخيرية دار الطفل، كانت تتعلل بـ”الحجز” على حسابها البنكي، قبل أن تبدأ في تحميل “كورونا” المسؤولية، مضيفا أن رئيس الجمعية، وفي خطوة للهروب إلى الأمام والتنصل من المسؤولية، قام بتقديم استقالته.

وأشار المتحدث نفسه أن اجتماعات عقدت بحضور باشا المدينة لإيجاد حل لوضعيتهم دون جدوى، بسبب عدم التزام أعضاء الجمعية بمخرجات هذه الاجتماعات، مشيرا إلى أنه تم الاتفاق على تخصيص مداخيل أكرية أزيد من 20 محلا في ملكية الخيرية لتسوية أوضاع المستخدمين، “لنتفاجأ باستفادة مقربين من أعضاء الجمعية فقط”، يضيف المستخدم بغضب.

وفي السياق ذاته، حمل مصدر الجريدة مسؤولية وفاة المستخدم عمر الحليمي إلى المسؤولين مرجعا سبب وفاته إلى “الفقسة” والحكرة” اللذين تعرض لهما المرحوم، بعد تهديده وابتزازه من طرف البعض للتنازل عن الدعوى التي رفعها ضد الجمعية المسيرة للخيرية للحصول على حقوقه.

“حتى الأيتام، يتابع المصدر نفسه، لم يسلموا من سوء تدبير الجمعية”، قبل أن يسترسل موضحا أن 4 أيتام، نزلاء الخيرية، يضطرون للبحث عن قوتهم اليومي خارج أسوار الخيرية بسبب “قطع” الأكل والشرب عنهم منذ بداية “جائحة” كورونا”.

مصدر الجريدة تساءل عن مصير الأموال الخاصة بالخيرية والدعم الذي تتلقاه، مشددا على أن الخيرية تملك عقارات وتحصل على دعم التعاون الوطني إضافة إلى دخل من المجلس الجماعي عبارة عن “رسم إضافي عن الذبح” بالمجزرة الجماعية، “ناهيك على مساهمات المحسنين” يردف المتحدث نفسه.

وخلص المستخدم إلى ضرورة فتح تحقيق في طريقة صرف أموال “الخيرية” وإيجاد حل لمعاناة الأيتام والمستخدمين قبل أن تتطور الأمور إلى مأساة اجتماعية.

من جهته، نفى رئيس الجمعية كل الاتهامات الموجهة إليه من طرف المستخدمين، قائلا، في تعقيب لجريدة “الديار” على ما يتم ترويجه، أن لا علاقة باتت تربطه بالجمعية المسيرة للخيرية الإسلامية بصفرو منذ 24 فبراير 2020، تاريخ تقديمه استقالته.

وقال (س.ح) أنه حاول مساعدة السلطة المحلية ومندوب التعاون الوطني من أجل إيجاد مخرج للأزمة التي تتخبط فيها الخيرية الإسلامية بصفرو رغم تقديمه استقالته لأسباب إنسانية وأخلاقية، محملا المسؤولية لبعض “الانتهازيين” و”المستهترين” بالعمل الخيري والتطوعي.

وفي رد على “إشاعات” سوء التدبير المالي أوضح الرئيس السابق أن الجمعية خضعت لافتحاص سابق من طرف العديد من الجهات وكذلك من الشرطة دون أن تترتب عنها متابعات قضائية، مشددا على أن الجمعية، في عهده، كانت تتخبط في مشاكل مالية بسبب الأحكام الثقيلة ضدها والتي بلغت 47 مليون سنتيم، واعدا بتقديم التفاصيل للرأي العام في وقت لاحق.

وأفاد (س.ح) في نص رسالة استقالته، نتوفر على نسخة منها، أنه غادر رئاسة الجمعية لعدم قدرته الصحية على الاستمرار في المهمة التطوعية.