بوجمعة الكرمون يكتب: الدخول المدرسي.. إليك الحل السيد الوزير!
أولا من الضروري التأكيد على أن المقاربة التربوية عن بعد أثبتت فشلها، كما أثبتت قصور الرؤية في التعاطي مع أزمة كورونا في الوسط المدرسي.
خيار التعليم عن بعد مجازفة حقيقية لا شيء يبررها، ما عدا إذا كنا غير قادرين على إنتاج حلول ( وهذه فضيحة أخرى).
التعليم ينبغي أن يكون حضوريا، لكن بشرط توفّر كل الضمانات الوقائية، وعلى رأسها تفعيل مقاربة التباعد الجسدي داخل الفصل الدراسي.
خارج الحسابات الضيقة، وبصرف النظر عن الحرب المشتعلة بسبب القطاع الخاص، أعتقد أن التعليم عن قرب ( حضوريا) يقتضي أول ما يقتضيه اعتماد سيستيم البكالوريا، حيث عدد التلاميذ محدود جدا بما يضمن تباعدا حقيقيا، فضلا عن المراهنة على آليات التعلّم البديلة داخل الفصل بما ينسجم مع كل مادة تعليمية.
التباعد الجسدي يفرض قاعات إضافية، كما يفرض أطرا تربوية أخرى.. هذا ليس مشكلا، لماذا!؟ لأن المقاربة الحضورية تستند إلى ضرورة تقليص الزمن المدرسي، ومراعاة هذه المسألة في الوضعيات الاختبارية التقويمية، خصوصا الامتحانات الإشهادية.
من منطلق تجربتي كأستاذ فلسفة، من الممكن تقليص حصة من 4 ساعات أسبوعية ( مسلك ع إنسانية) إلى حصتين في الأسبوع، والأمر نفسه ينطبق على العلوم ف والآداب وع ح أ.. وهكذا تضمن سيرورة تربوية فعلية وحضورية، وتضمن معها تباعدا جسديا، كما تضمن توزيعا عاديا للأطر التربوية..
التعليم الحضوري يحقق الكثير من الغايات – مهما قلّت عدد الحصص الدراسية – لا يحققها التعليم عن بعد – رغم الكم في عدد الحصص.. وهذا الاختيار ( الحضوري – الكيفي ) يساعد على تجويد العمل التربوي، ويوجه نحو تحقيق الهدف مباشرة( الكفايات والأهداف والمرامي).
قد تبدو هذه القراءة غير منسجمة مع الفعل التربوي الاعتيادي، لأن المنظومة التربوية تأسست على المقاربة الكمية التراكمية بعيدا عن المقاربة الكيفية، كما تأسست على الدروس الغارقة في التنظير.
تكرار تجربة التعلمات عن بعد تفيد فشلنا في تقويم انزلاقات المرحلة، وعدم قدرتنا على وضع خطة تراعي مصلحة المتعلم؛ المعرفية، النفسية، الصحية.. في وقت تقتضي وضعية الأزمة الانكباب على إعداد استراتيجية فعّالة وناجعة.
هذا شق متواضع من فلسفة التعاطي مع المرحلة الكورونية، قد أصيب فيه وقد أخطئ.. وبالله التوفيق