عمال سيكوم مكناس يتهمون “كاتبا عاما” بالتحريض والخيانة

في خطوة تصعيدية، خرج عاملات وعمال شركة سيكوم-سيكوميك مكناس ببلاغ حقيقة يردون فيه على ما وصفوه بـ”بلاغ مشؤوم” صادر عن الكاتب العام للاتحاد المحلي للكونفدرالية الديمقراطية للشغل (كدش) بمكناس، بتاريخ 2 ماي 2025، والذي زعم أنه خلاصة لاجتماع لتقييم تظاهرة فاتح ماي.
العاملات والعمال أكدوا في بلاغهم أن ما جاء في بيان الاتحاد لا يمت للحقيقة بصلة، بل اعتبروه استمرارا لنهج التحامل والتحريض والوعيد ضدهم وضد كل من تضامن مع قضيتهم العادلة، مشيرين إلى أن الكاتب العام يتحدث عن “محاربة الفعل النقابي الكونفدرالي عبر تسخير بعض الوصوليين المشبوهين” بينما هو، حسب تعبيرهم، لم يعرف يوما الممارسة النقابية الحقيقية، بل أدار ظهره لمعارك العمال ولصمودهم المستمر منذ أربع سنوات، وللاعتصام المفتوح الذي خاضوه في الشارع العام لعشرة أشهر، مع استمرار التحريض ورفع الدعاوى القضائية ضدهم.
َووصف البلاغ اعتماد الكاتب العام على أسلوب “ضربني وبكى وسبقني وشكى”، معتبرا أن ادعاءه استهداف مناضلي الاتحاد المحلي بتسخير وصوليين مشبوهين ـ من دون الإفصاح عن هويتهم ـ يكشف حالة الهوس التي باتت تسيطر عليه، حتى خُيل إليه أن الأشباح تطارده، ليس فقط في مقر النقابة الذي وصفه البلاغ بأنه خال من العمال وتحول إلى غرفة مغلقة تحاك فيها المؤامرات ضد المنتسبين للنقابة أنفسهم، بل حتى في شوارع مكناس.
ولم يُخفِ العمال استغرابهم من الغيظ الذي أبداه كاتب البلاغ بعد فشله، حسب قولهم، في كبح الزخم الذي أحيوا به ذكرى فاتح ماي رغم محاولاته تحريك “البلطجية” عشية التظاهرة للاعتداء عليهم، حتى تتاح للجهات المعلومة فرصة الهجوم تحت ذريعة محاربة العنف.
وأشار البلاغ إلى أن الكاتب العام لم يتردد في التنديد بكل الممارسات التي جرت خلال التظاهرة، مطالبا السلطات والنيابة العامة بفتح تحقيق شفاف في الأحداث، بل طالب أيضا بفتح تحقيق في من يتلاعب بالطبقة العاملة ليستفيد من معاناتها. وهنا، يرد العمال بتساؤلهم: “فمن يستفيد من شقاء ومعاناة الطبقة العاملة غير الرأسمال والبيروقراطية النقابية التي اعتادت التقاط الفتات مقابل طعن قضايا العمال؟”
البلاغ لم يتردد في وصف الكاتب العام بأنه يغوص في مستنقع الخيانة، من خلال عرضه خدماته للسلطات ومطالبته بقمع العمال، مستغربين الحاجة لمزيد من التقارير رغم وجود الطوابير المختلفة المعتادة التي تراقب وتتابع كل تفاصيل التظاهرة.
الأمر لم يتوقف عند هذا الحد، إذ اعتبر البلاغ أن الكاتب العام سعى لمزيد من التهويل عندما دعا السلطات إلى “تحمل مسؤولية حماية الاستثمار وما ستؤول إليه الأوضاع الأمنية بمكناس”.
وفي ختام البلاغ، شدد عمال وعاملات سيكوم-سيكوميك على أن هذه الممارسات تفضح الأدوار الخطيرة لبعض الكائنات المندسة داخل الحقل النقابي، التي أعلنت ـ دون مواربة ـ تخندقها إلى جانب مستغلي الطبقة العاملة، مؤكدين أنهم سيواصلون مواجهة هذا الإجرام بكل عزم، وداعين الطبقة العاملة المغربية إلى اليقظة وتوحيد الصفوف للتصدي لمخططات ضرب العمل النقابي الحقيقي”، على حد تعبير المصدر.