هلاك ضيعات الزيتون يسائل المسؤولين وشوكي لـ”الديار”: “هكذا ستنجو المنطقة”.. الجفاف وتدهور قناة الري “ينهكان” فلاحي سكورة

بمناسبة الذكرى 25 لعيد العرش، أكد الملك محمد السادس أن توالي سنوات من الجفاف “أثر بشكل عميق على الاحتياطات المائية، والمياه الباطنية، وجعل الوضعية المائية أكثر هشاشة وتعقيدا”، حيث ذكر بالتوجيهات التي أصدرها لـ”اتخاذ جميع الإجراءات الاستعجالية والمبتكرة لتجنب الخصاص في الماء”، خاصة على مستوى العديد من المناطق بالعالم القروي.
ما جاء في الخطاب الملكي المذكور، بالإضافة إلى تفاصيل جلسة العمل التي ترأسها الملك محمد السادس، شخصيا، لتتبع البرنامج الوطني للتزود بالماء الصالح للشرب ومياه السقي، اتخذته فعاليات من منطقة سكورة مداز، بإقليم بولمان، منطلقا لانتقاد ما اعتبرته “تماطلا” من طرف بعض المسؤولين، في إيجاد حلول جذرية لإنقاذ مصدر عيش عدد كبير من الفلاحين بالمدار السقوي سيدي محيو.
مصادر قالت في تصريحات لجريدة “الديار” إن التغيرات المناخية، بالإضافة إلى تلاشي الشبكة الهدرو فلاحية التي تؤمن مياه الري، بفعل عامل الزمن، خاصة القنوات الحديدية بمنطقة “سدور”، والتي تم إنشاؤها في بداية ستينيات القرن الماضي، أدتا إلى عواقب اقتصادية واجتماعية وخيمة على صغار الفلاحين بالمنطقة.
وأضافت المصادر نفسها أن تدهور القناة الحديدية نتج عنه نقص مهول في صبيب المياه، بسبب ضياع الماء الموجه للري، حيث عاينت جريدة “الديار” ضياع كميات مهمة في الشعاب، ما أدى إلى خسائر مهولة في ضيعات الزيتون.
وهي المعطيات الذي تم الوقوف عليه في ضيعة بمنطقة “عجادة”، حيث أغلب، أو جميع، الأشجار أضحت “ميتة” بفعل الجفاف ونقص المياه، حيث سجل صاحبها خسارة تقدر بأكثر من 60 مليون سنتيم، ذهبت أدراج الرياح، وفق تعبير المصادر.
“أزيد من 140 ألف شجرة زيتون، بالضيعات التي تزودها القناة المتدهورة، بعد قنطرة “سدور”، تعرضت لضرر كبير بسبب نقض المياه”، توضح المصادر لجريدة “الديار” التي انتقلت إلى المنطقة، حيث عاينت وصول كميات قليلة من المياه لا تكفي حتى لسقي بضع أشجار الزيتون، فبالأحرى أن تروي عطش ضيعة بأكملها.

ونددت، في السياق، بتخلف عدد من السياسيين عن الوفاء بوعودهم الانتخابية، مشيرة إلى الوعود التي سبق أن أطلقها مرشحون عن حزبي الحركة الشعبية والتجمع الوطني للأحرار، على رأسهم محمد شوكي، ممثل المنطقة في البرلمان.
لكن، ما هي الحلول المقترحة للخروج من مأزق الجفاف في “بلاد الماء”؟
عزيز الإدريسي، رئيس جمعية المدار السقوي سيدي محيو مداز لمستخدمي المياه المخصصة للأغراض الزراعية سكورة بولمان، أكد في تصريح لجريدة “الديار” أن الحل المستعجل، لإنقاذ ما يمكن إنقاذه قبل فوات الأوان، يتمثل في تجديد القناة الهدروفلاحية، في أفق تسوية الغموض المرتبط بالوضعية العقارية للأراضي بالمنطقة، وإطلاق مشروع ضخ المياه بمنطقة الحرش لتعزيز صبيب القناة الرئيسية الممول من طرف المبادرة الوطنية للتنمية البشرية.
“في هذا الصدد، قمنا بطرق عدد كبير من الأبواب، دون أن نتلقى ردا من المؤسسات التي توجهنا إليها، من بينها مجلس جماعة سكورة مداز”، يتابع المتحدث نفسه، قبل أن يسجل أن طريق البحث عن حل لمعضلة القناة دفع مكتب الجمعية إلى مراسلة ابن المنطقة ووزير الإدماج الاقتصادي والشغل، يونس السكوري، الذي تعاني ضيعة أجداده من نقص المياه أيضا.
ولم يفت الإدريسي الإشارة إلى أن مديرية الفلاحة بالإقليم سبق أن قامت بدراسة من أجل إطلاق مشروع إصلاح القناة، لا يُعرف مصيرها، مشيرا، في نفس الوقت إلى مقترح ثان يحتاج فقط “إرادة سياسية” لتعويض القناة المتضررة بشكل كبير بمنطقة سدور، وفق تعبيره.
وتحدث مصدر جريدة “الديار” عن مقترح تفكيك ونقل القناة المتواجدة بمنطقة تيفلوين أو تلك بمنطقة بوانو، والتي لم يتم استعمالها منذ الستينيات، وإعادة تركيبها بمنطقة سدور كحل استعجالي في انتظار حل نهائي وجذري.
جريدة “الديار” نقلت معاناة فلاحي منطقة سكورة مداز وتذمرهم من الوعود، التي لم تنفذ، وفق تعبيرهم، إلى محمد شوكي، عضو المكتب السياسي لحزب “الحمامة وبرلماني المنطقة، حيث أكد على أنه “عند وعده” وأن الملف في طريقه إلى الحل في الأسابيع القادمة.
وقال شوكي: “أجدد وعدي بحل مشكلة القناة الهدروفلاحية بالمدار السقوي سكورة مداز”، مضيفا أن المشروع في مراحله الأخيرة قبل التنفيذ، ليعيد التأكيد على أن الحل النهائي سيتم تنزيله في الأسابيع، وليس الشهور، القادمة.
وأوضح رئيس الفريق البرلماني لحزب “التجمع” أنه تم تخصيص 600 مليون سنتيم من أجل تجديد القناة وإنقاذ المنطقة من الجفاف والحفاظ على المياه الموجهة للسقي.
يشار إلى أن جريدة “الديار” سبق أن وضعت أزمة الماء بسكورة مداز “تحت المجهر”: