بعد قرار الحكومة منح “صفر” للمقاطعين للامتحانات.. هذا رد طلبة الطب والصيدلة وطب الأسنان

اتهمت اللجنة الوطنية لطلبة الطب والصيدلة وطب الأسنان بالمغرب وزارتا الصحة والتعليم العالي بانتهاج سياسة التماطل والتضييق، بعد أن قررتا  منح نقطة “صفر” للطلبة الذين يقاطعون الدراسة والامتحانات، وهو ما أكده عبد اللطيف ميراوي، وزير التعليم العالي والبحث العلمي والابتكار، بالقول: “مَن لم ينجز الامتحان عليه أن ينتظر الصفر، وعليه أن يجتاز الدورة الاستدراكية”.

وقالت اللجنة، في بيان لها، توصلنا به، أنه في خضم نضال الطلبة الذي يستمر منذ أزيد من سنتين، وجدوا أنفسهم مضطرين للخوض في التصعيد عبر الدخول في مقاطعة شاملة ومفتوحة دفاعا عن قضيتهم المشروعة، وهي جودة تكوين ترقى إلى مستوى يليق بالمواطن المغربي، إذ عبر الطلبة مرة أخرى عن سخطهم تجاه الوضعية الحالية بمقاطعة ناجحة 100% للدورة الأولى للامتحانات التي تمت إعادة برمجتها للمرة الثانية من طرف الكليات في سياق لا يتوافق مع نية حل الإشكالات الحالية بطريقة فعالة وسريعة، حسب النقابة.

المصدر تابع أنه في نفس السياق، وانطلاقا من حس مسؤولية أعضاء اللجنة الوطنية من أجل إعادة فتح الحوار حول النقاط العالقة، أملا في إيجاد حلول للوضعية الراهنة، تم عقد اجتماع يوم 15 فبراير 2024 مع ممثلي الشعبتين -بعد أيام طويلة من الصمت واللامبالاة- داخل وزارة التعليم العالي والبحث العلمي والابتكار بحضور ممثلين عن الوزارتين الوصيتين، شبكة العمداء، وممثلين عن التنسيق القطاعي للنقابة الوطنية لأساتذة التعليم العالي، وكذا ممثلين عن لجنتهم الوطنية الذين جاؤوا بكل حسن نية. غير أنهم تفاجؤوا بتمسك الوزارتين الوصيتين بممارسات المماطلة والتضييق في اجتماعات صورية الغاية منها استنزاف ممثليهم عوض العمل على إيجاد الحلول.

كما ذكرت اللجنة بالتهميش الذي يتعرض له طلبة الصيدلة من طرف المسؤولين، وهذا ما لوحظ منذ بداية هذه المرحلة النضالية، إذ تم رفض العمل على مشروع محضر اجتماع خلال الاجتماع الاخير من أجل التوقيع عليه إذا ما وافقت عليه جموع الطلبة، هذا التهميش، يسترسل البيان، تم تأكيده خلال الندوة الصحفية للوزيرين بتاريخ 22 فبراير 2024، إذ تم تجاهل مطالب شعبة الصيدلة ومختلف الأسئلة المتعلقة بهذه الأخيرة.‎

وأضافت: “وعلى الرغم من تمرير مغالطات متعددة عبر المنابر الإعلامية الرسمية، خصوصا المتعلقة منها بتقليص سنوات التكوين، فإن طلبة الطب والصيدلة بالكليات العمومية بالمغرب كانوا ولا زالوا متشبثين بالوضوح فيما يخص مواقفهم ومطالبهم، إذ نرى لزاما ضرورة التذكير بأهم النقاط العالقة للرأي العام في هذا البيان:

– ‎الرفض القاطع لقرار تخفيض سنوات التكوين الطبي من سبع إلى ست سنوات لعدم وجود تصور واضح لإصلاح شامل وواقعي لمنظومة التكوين الطبي ولما لهذا القرار من تأثير سلبي مباشر على جودة تكوين طبيب مغرب الغد.
– وقف الزيادة في أعداد الوافدين الجدد بالنسبة لجميع الشعب، لغياب البنى التحتية من أراضي التداريب الاستشفائية والموارد البشرية الكافية لاحتواء هذه الزيادات، أخذا بعين الاعتبار حالة الاكتظاظ الحالية في أراضي التكوين والتداريب الاستشفائية.
– توسيع أراضي التداريب الاستشفائية عبر خلق وحدات استشفائية جامعية تراعي النظم والمعايير البيداغوجية.
– استجابة واضحة بخصوص مطلب الزيادة في التعويضات عن المهام بالنسبة لطلبة السنة الثالثة إلى السنة السابعة على اختلاف شعبهم.
– إخراج هيكلة السلك الثالث بإشراك ممثلي اللجنة الوطنية كما تم الاتفاق عليه في محضر سنة 2019.
– ضمان وتوفير فرص للتدريب خلال السنة السادسة داخل الصيدليات أو مختبرات البيولوجيا أو مختبرات صناعة الأدوية حسب اختيار الطلبة”.
اللجنة الوطنية لطلبة الطب والصيدلة وطب الأسنان بالمغرب حملت وزارتي الصحة والحماية الاجتماعية ووزارة التعليم العالي والبحث العلمي والابتكار مسؤولية ما آلت إليه الأوضاع. كما استنكرت التماطل والتجاهل التي تعاملت به الوزارتان منذ ما يقرب سنتين، تنتج عنها التزامات صورية، أمام العديد من المراسلات والبيانات المتواصلة التي دقت من خلالها اللجنة الوطنية ناقوس الخطر فيما يخص الاكتظاظ، ونبهت إلى عواقب تقليص سنوات التكوين على الجودة، كما أكدت تكرارا وبكل مسؤولية ووضوح على ضرورة تسريع العمل على إصلاح السلك الثالث بإشراك جميع الفاعلين.

واستنكرت أيضا ما وصفته بالإهمال الذي طال النقاط المتعلقة بشعبة الصيدلة وكذا النقاط المحورية العالقة المشار إليها، من قبل الوزارتين الوصيتين وهو ما أدى إلى استمرار هذه الأزمة وتفاقم الأوضاع.

الطلبة نددوا أيضا بشكل مباشر بالأساليب التي ينتهجها المسؤولون تجاه طلبة الطب والصيدلة معتبرين أن التضليل الإعلامي والتضييق والتخويف، لا يساهم في إيجاد حل سريع لهاته الأزمة التي يعيشونها، بل وعلى العكس من ذلك، لا يزيد الساحة الطلابية إلا مزيدا من التهييج والسخط والاحتقان.

وفي البيان، نفت اللجنة كل المزاعم التي تفيد بأن الطلبة يتعرضون للتخويف والترهيب من قبل زملائهم، رافضة محاولات الطعن في مصداقية وشرعية اللجنة الوطنية عبر محاولة الترويج لنظريات المؤامرة والتي لا تنم إلا عن الجهل الصارخ بمبادئ عملها الراسخة والمنبثقة من القواعد الطلابية، قبل أن تستنكر المحاولات الكثيرة والبئيسة لتشويه سمعة أطباء وصيادلة الغد، خريجي الكلية العمومية.

ورفضت كذلك التشكيك في حس وطنيتها العالي، وعزمها البقاء في وطنها الحبيب ومزاولة مهنتها الشريفة به، خدمة لأبناء هذا الوطن الذي أكدت أنها تحمل همه.

كما دعت اللجنة الوطنية القطاعات المعنية مرة أخرى إلى الاستجابة المباشرة لمطالبها المشروعة، مؤكدة استعدادها فتح حوار جاد ومسؤول في اجتماعات مسؤولة بعيدة عن المناورات ومحاولات الضرب في المبادئ والقيم، حفاظا على ما تبقى من الكلية والمستشفى العموميين، معلنة عن تنظيم ندوة صحفية يوم الاثنين 26 فبراير 2024 من أجل تنوير الرأي العام وتصحيح المغالطات، وتنظيم إنزال وطني يوم الخميس 29 فبراير 2024 أمام قبة البرلمان. كما أعلنت عن تنظيم جموع عامة إخبارية وطنية، يتم تحديد تاريخها لاحقا.