المدير الإقليمي لمكناس طالبهم بـ”رصد” توقفات الأساتذة عن العمل.. هل حوّل الوزير بنموسى المفتشين إلى “مخبرين”؟

مراسلة وصفت بالغريبة عممها المدير الإقليمي للتعليم بمكناس، على المفتشين التربويين التابعين للمديرية، أولها عدد من المنتقدين بأنها ترمي إلى تحويل المفتشين إلى “مخبرين”، في زمن احتقان في التعليم بسبب تداعيات النظام الأساسي الذي أقرته حكومة أخنوش، واضطرت إلى تجميده لاحقا، بعدما ووجه بشلل في القطاع استمر منذ منذ أكتوبر الماضي.
وفي تفاصيل هذه “التعليمات” الجديدة، أن المدير الإقليمي للتعليم بمكناس، دعا المفتشين إلى تنظيم زيارات إلى المؤسسات التعليمية التابعة لنفوذهم الترابي، أول أمس الخميس 21 دجنبر الماضي، وذلك للوقوف على انطلاق الحصة الصباحية، ورصد التوقفات الجماعية عن العمل للأطر التربوية، والوقوف على وضعية التحاق التلاميذ بالمؤسسات التعليمية.
واللافت أكثر في هذه “التعليمات” أن المدير الإقليمي للتعليم دعا المفتشين إلى اتخاذ الإجراءات التربوية المناسبة الكفيلة لضمان تمدرس التلاميذ، وهي “تعليمات” قُرأت، من طرف بعض الفعاليات، على أنها حث للمفتشين على كتابة تقارير ضد الأساتذة المضربين، والتي يمكن أن تبنى عليها لاحقا عقوبات تأديبية.
وجاءت هذه “التوجهيات” الجديدة، حصلت جريدة “الديار” على نسخة منها، التي وصفت بالغريبة بعدما سبق للمدير الإقليمي أن نشر “نداء استعطاف” يلتمس منه من “الأساتذة الأفاضل والأستاذات الفضليات” الالتحاق بالأقسام، لأن التلاميذ يحنون إلى عودتهم، ولأن الأمر يتعلق بفلذات أكباد المغاربة جميعا.
واندرج هذا النداء الاستعطافي في سلسلة مقاربات مختلفة ومرتبكة قامت بها الوزارة في سياق محاولات من أجل تجاوز الاحتقان الذي يتجه لأن يتم تجاوزه بحوار اجتماعي جديد بشروط جديدة ومكونات نقابية سبق أن تم إقصاؤها. لكن “توجهيات” المراقبة والرصد والتتبع، حسب عدد من الفاعلين، من شأنها أن تساهم في نسف هذه المجهودات المبذولة من أجل العودة إلى الأقسام، وتجاوز خطر سنة بيضاء قد تكون بتداعيات وخيمة.