“سمسار” يعرض “جماعات” على “الوافد الجديد” بـ”مقابل”!.. كواليس “سباق انتخابي” قبل الأوان بصفرو

“من “الفتنة” و”الكولسة” للسيطرة على بعض الجماعات بإقليم صفرو، وخلق “بلوكاج” لإسقاط رؤساء في أخرى، خلال الأشهر التي تلت انتخابات 8 شتنبر 2021.. إلى إعطاء الانطلاقة لـ”السباق” نحو البرلمان مبكرا في الفترة الأخيرة”.

هكذا لخصت فعاليات بصفرو “رحلة” بعض “الكائنات الانتخابية” بالإقليم، في رد على تساؤلات لجريدة “الديار” حول بعض التحركات واللقاءات المثيرة للجدل، قبل أن تضيف بتهكم وسخرية: “التخلويض لم يتوقف يوما.. يدو فيد خوه!”.

لكن، ماذا يجري تحديدا؟ ولماذا انطلقت “الحرب” حول البرلمان، سنوات قبل موعد الاستحقاقات المقبلة؟

مصادر جريدة “الديار” المطلعة أوضحت أن ظهور يوسف منضور، رجل الأعمال و”رئيس” فريق وداد صفرو لكرة القدم، وإعلانه عن طموحه السياسي ورغبته الترشح باسم حزب الاستقلال، خلق “رجة” وسط الساحة السياسية بالإقليم، جعلت “محترفي الانتخابات”، وفق تعبيرها، يحاولون التقرب منه بأي طريقة لعرض خدماتهم، على حساب الحزب الذي ترشحوا باسمه في الانتخابات الماضية، وهو حزب التجمع الوطني للأحرار، بعد أن كانوا سابقا محسوبين على حزب الحركة الشعبية.

“هذا ما نجح فيه “السماسرة”، إلى حد ما، بعد أن جعلوا من “الكرة” قنطرة للوصول إلى هدفهم، رغم أنه لا يربط بينهم وبين “الرياضة” سوى “الخير والإحسان””، تورد المصادر ذاتها، مشددة على أن ممثلهم “خرج ليها نيشان” مع منضور، الذي يوصف بـ”الوافد الجديد”، حيث عرض خدماته عليه بـ”مقابل”، “لم يتم تحديده إلى حدود الآن”، تزيد مصادرنا.

وعن نوعية “الخدمات السياسية” التي يفترض أن تقدم لمنضور، كشفت المصادر أنها مرتبطة، ربما، بالالتحاق بحزب “الميزان” وتدبير الحملة لـ”الوافد الجديد” مع توفير أصوات 4 أو 5 جماعات بالإقليم!، حيث لم يتردد في الركوب على إنجازات حزب “الحمامة” في الانتخابات السابقة، ونسبها إلى شخصه.

هل توقفت الأمور عند هذا الحد؟ تتساءل مصادر جريدة “الديار” قبل أن تستطرد متابعة: “أبدا.. ففي خطوة مثيرة، اختار “محترفو الانتخابات” بصفرو مرافقة برلماني سابق، يلف غموض كبير موقفه من العودة إلى السياسة، لاجتماع مع محمد أوزين، الأمين العام لحزب الحركة الشعبية”.

وأصرت المصادر، في هذا السياق، على الإشارة إلى أن لقاء أوزين، الذي “فضحه” صحافي جريدة “الديار”، جاء أياما قليلة على حضورهم “منتدى المنتخبين التجمعيين” بجهة فاس مكناس برئاسة عزيز أخنوش، وبعد الحضور كذلك، لوليمة في بيت “الاستقلالي” منضور.

وأوضحت المصادر نفسها أن “فضح” اللقاء مع أوزين وضع “الكائنات الانتخابية” في موقف حرج، مبرزة أنهم اضطروا إلى الاتصال بمحمد شوكي، ولقائه لشرح وتبرير “فعلتهم”، قبل أن يحاولوا الترويج لحكاية “استئذانهم” من المنسق الجهوي لحزب “الحمامة” للقاء الأمين العام لحزب “السنبلة”.

وهي “القصة” التي نفتها مصادرنا المطلعة على كواليس اللقاء، والتي شددت في تصريحاتها لجريدة “الديار” على أنه لم يسبق لهم أن أخبروا، لا المنسق الإقليمي ولا المنسق الجهوي بموعدهم مع أوزين في مدينة فاس.

“أكثر من هذا، تتابع المصادر ذاتها، فقد رفض “سماسرة الانتخابات” التقاط صور خلال لقائهم قبل 3 أيام مع موحى اليوسي، الذي يوصف بالأب الروحي لحزب الحركة الشعبية إقليميا ووطنيا والذي يسعى إلى عودة “السنبلة” إلى الساحة السياسية بالإقليم، (الرفض) بدعوى الغضب من اجتماعهم السابق مع الأمين العام أوزين”. وقالت المصادر ، في السياق ذاته، إن اليوسي التقى أيضا بامحمد زلماط، الرئيس الأسبق للمجلس الإقليمي لصفرو، وحسن أوغجي، الكاتب المحلي للحزب بصفرو.

“الإثارة” ستتواصل أكثر، وفق مصادر جريدة “الديار”، حيث تفاجأت “الكائنات الانتخابية” بصور لقاء لحسن الرافعي، الكاتب الإقليمي للحركة، وحسان حيضر وصوفيا بنسعادة، المستشاران بجماعة صفرو، بموحى اليوسي، الذي اطلع على تدوينة صحافي جريدة “الديار” حول “التخلويض السياسي”، ساعات فقط على اجتماعهم به، ما وضعهم في حالة “استنفار” حول مصيرهم ودورهم في “الحركة”، خصوصا أنهم لم يجدوا حرجا في إقحام السلطة لتبرير “نزوحهم” إلى حزب أخنوش في انتخابات 8 شتنبر، وكذلك بعد أن تورطوا في “إهانة” امحند العنصر، الأمين العام السابق للحزب، وهو يصغي إليهم، في فيلا اليوسي بمدينة تطوان.

“الحركة” أم “الأحرار” أم “الاستقلال”.. أي حزب ينتمي إليه “محترفو الانتخابات” بصفرو؟ هل يستفيد رؤساء الجماعات، الذين يُزايَد بهم، كذلك من عائدات “السمسرة”؟

أسئلة لم تجد مصادر جريدة “الديار” ردا عليها. لكنها، في المقابل، شددت على أن ما يجري في الساحة بعيد كل البعد عن شعارات تخليق الحياة السياسية، بل تكرس العزوف وتخدش صورة الإقليم بصفة خاصة والوطن بصفة عامة.