قيادي في “المصباح” يبرر الغياب عن المعارضة بـ”مشاغل خاصة”.. “اختفاء” النائب الأول للعمدة السابق لفاس يثير موجة من الانتقادات

بصم محمد الحارثي، القيادي المحلي في حزب العدالة والتنمية والنائب الأول للعمدة السابق، ادريس الأزمي، عن غياب في دورات المجلس الجماعي لمدينة فاس، في وقت يقول فيه نشطاء محليون إن السياق المرتبط بالشأن العام المحلي لا يقبل هذا الغياب.

قيادي في حزب “المصباح” قلل من شأن هذا الموضوع، وقال إن غياب الحارثي مؤخرا عن دورات المجلس الجماعي للمدينة له علاقة بانشغالات خاصة. لكن فعاليات محلية استغربت من تبرير الغياب بالانشغالات الخاصة، وقالت إن الساكنة التي منحته أصواتها التزمت معه على الحضور للدورات ومناقشة القضايا التي تهم التنمية المحلية، واقتراح الحلول، خاصة وأن مجلس المدينة يمر من منعطفات حرجة وتحتاج إلى تدخلات من أجل التصحيح، ومن أبرزها قضية الفساد المالي والإداري والتي تسببت في متابعة النائب الثالث للعمدة، البرلماني عبد القادر البوصيري، في حالة اعتقال، ومتابعة العمدة نفسه في حالة سراح بتهمة عدم التبليغ.

ولاحظت الفعاليات التي تحدثت إلى جريدة “الديار” حول غياب الحارثي، بأن للأمر علاقة بربط المسؤولية بالمحاسبة، موردة بأن الانضباط في الحضور لجلسات المجلس لا ينبغي أن يقترن فقط بوجود الفريق في الأغلبية وتولي المسؤوليات، والحصول على التفويضات، ولكن أيضا يشمل فرق المعارضة التي يجب بدورها أن تعطي الحساب بخصوص أدائها ومتابعتها للملفات الثقيلة التي تعوق التنمية، والإشارة إلى الاختلالات من أجل التقويم، وفضح الأعطاب في حال وجودها.

وذكرت المصادر بأن فريق “البيجيدي” له تجربة في هذا المجال، في زمن معارضة العمدة الأسبق حميد شباط. وكانت الدينامية التي تتبع بها الشأن العام المحلي قد ساعدت، ضمن عوامل أخرى، في إلحاق الهزيمة النكراء بالعمدة الأسبق، والفوز بالعمودية ورئاسة جميع مجالس المقاطعات، وبأغلبية جد مريحة.

وإلى جانب الانتقادات التي توجه إلى التحالف الرباعي الذي يسير الشأن العام المحلي للمدينة، بسبب غياب الكفاءات، ونقص المصداقية وتفجر ملفات الفساد التي أسفرت عن عدد من المتابعات، ومنها متابعات أعضاء في مجالس المقاطعات، وترهل في التحالف ناجم عن تقاطبات لاعتبارات غامضة، إلا أن فرق المعارضة بدورها في المجلس تعاني من محدودية في الأداء، ونقص في الاجتهاد، وعجز في مواكبة الملفات، رغم أن هذه الفرق راكمت تجارب في التسيير وفي الإطلاع على الملفات، تعلق المصادر.

فقد سير فريق العدالة والتنمية المجلس والمقاطعات في الولاية السابق، وجل أعضائه لهم إلمام بالخبايا. وقبلهم، سير شباط المجلس، وراكم تجربة طويلة بمسار مثير للجدل في تدبير الشأن العام المحلي، تورد مصادر جريدة “الديار”، التي اعتبرت بأن ضعف المجلس له علاقة أيضا بضعف المعارضة، وبغياب عدد من رموزها، ومن بينهم الحارثي لاعتبارات مرتبطة بانشغالات شخصية، ربما.