فعاليات تتساءل: أين الباشا؟.. أسواق عشوائية “تترعرع” وفوضى احتلال الملك العمومي تجتاح وسط صفرو

“الاحتلال لم يقتصر على الشوارع والأزقة، بل إنه امتد إلى جل الفضاءات المحيطة بالمساجد، إلى درجة أن المصلون أصبحوا يجدون صعوبات في الوصول إلى بيوت الله، وبعدها في التركيز وهم يؤدون الصلوات”، هكذا وصفت فعاليات تنامي احتلال الملك العمومي في الآونة الأخيرة في وسط مدينة صفرو. عربات و”بيكوبات” لبيع الخضر والفواكه، تغرق جل الشوارع، ومعها أصوات تختلف في الإيقاعات والحدة تتنافس فيما بينها للتسويق لمنتوجاتها، لتنضاف إلى “هجوم” و”سطوة” المقاهي والمحلات التجارية.

الأسواق العشوائية “تترعرع” في كل الفضاءات، تورد المصادر بسخرية، وهو ما ينذر بتكريس أزمة احتلال الملك العمومي، إلى درجة أن المرور في بعض المسارات أصبح صعب المنال بالنسبة للراجلين، أما بالنسبة لأصحاب السيارات، فذلك أمر شبه مستحيل.

الفعاليات ذاتها تتساءل وسط هذه الفوضى عن ملابسات غياب السلطات المحلية عن القيام بأدوارها لمواجهة هذه الفوضى “غير الخلاقة”، وهي تشير بالتحديد إلى باشا المدينة، ومسؤولياته في مواجهة هذا الوضع.

فمباشرة بعد تعيينه في مدينة صفرو، في إطار الحركة الأخيرة لوزارة الداخلية، ارتفعت أصوات “تبشر” الساكنة بـ”الوافد الجديد”. لكن الفعاليات المنتقدة تعتبر أن تنامي احتلال الملك العمومي وحده يكفي للتأكيد على أن “الجمود” هو العنوان الأبرز للوضع العام في المدينة، قبل أن تشير إلى أن رجل السلطة ارتبط اسمه، فقط، بعملية جمع التبرعات لضحايا زلزال الحوز. وهي العملية التي فجرت “فضيحة” تحويل جزء من هذه المساعدات واستغلالها سياسيا، حيث كانت موضوع شكاية موجهة من قبل مجموعة من المواطنين إلى النيابة العامة، التي تفاعلت معها وأمرت بفتح تحقيق في النازلة.

بالقرب من مسجد السلاوي ومسجد حبونة ومسجد سيدي بومدين، لا صوت يعلو على الاحتلال الفظيع للملك العمومي. وبالقرب من مسجد سيدي بومدين، فإن حدة “الاحتلال” ربما، هي أكثر بشاعة، لأن الطريق أصلا ضيقة، ما يزيد من معاناة الراجلين وأصحاب السيارات. والمثير أن هذا الفضاء تحول، في رمشة عين، إلى “رحبة” لبيع أكياس القمح والشعير (الصورة). أما الباعة المتجولون، فإنهم لا يبالون بالوضع وتداعياته. “لقد رمتهم الأوضاع الاجتماعية إلى قارعة الطريق، والسلطات مطالبة بأن تجد الحلول وتقدم البدائل، وهذه من أبرز المهام التي يفترض أن يبصم بها باشا المدينة على حضوره لصنع “التغيير” المنشود مع الحفاظ على مظاهر التمدن بحديقة المغرب”، يعلق أحد الفاعلين المحليين.

“رحبة الزرع” بجانب مسجد سيدي بومدين