هل حاول الركوب على موجة زلزال الحوز؟.. البرلماني العنصر “يورط” نفسه ووالده في قضية تأهيل المنازل بجبال بولمان

البرلماني حسن العنصر، عن حزب الحركة الشعبية، وهو لمزيد من إعادة التوضيح نجل الزعيم الحركي امحند العنصر، وبعدما سكت دهرا يخرج في سياق الزلزال وتداعياته ليكتب “يجب إعادة تأهيل وبناء المنازل في العالم الجبلي عامة”، ولأنه برلماني محسوب عن دائرة بولمان، فقد واصل في إطار “سياسة القرب” مستعملا اللغة الدراجة، في نفس التدوينة الفايسبوكية: “ضربو شي دورة لاقليم بولمان و سترون العجب..الحقيقة المرة”..

لكن الحقيقة المرة التي أوردها متفاعلون معه، تتجلى في توقيعه عن “غياب كبير” عن ملفات الإقليم، وعدم ظهوره في جلسات البرلمان واجتماعات لجنه للترافع عن قضايا المنطقة، بينما يلجأ، بين الفينة والأخرى، إلى نشر سؤال كتابي يتيم حرره لفائدته طاقم حزب “السنبلة” بمجلس النواب، وذلك لكي يؤكد بأنه “حاضر” و”يقظ”.

الحقيقة الأكثر مرارة، بحسب آخرين، هي أن الحركة الشعبية والتي ظلت ترفع شعار تأهيل العالم القروي منذ الإعلان عن تأسيسها في سنة 1957، من قبل الراحل المحجوبي أحرضان، والتي ظل امحند العنصر، والد البرلماني حسن العنصر، أمينا عاما لها منذ “انقلاب” مسرح محمد الخامس في سنة 1986، ظلت تشارك في الحكومات المتعاقبة، دون أن تقوم بأي مبادرات من شأنها أن تخرج هذه المناطق الجبلية من مآسيها.

وظل الخطاب الذي ترفعه “الحركة” خطابا للاستهلاك، بينما ظل أعيان “السنبلة” في مناطق العالم القروي يستغلون هذه المآسي، من عزلة وهشاشة اجتماعية وتعليمية، من أجل الحفاظ على الخزانات الانتخابية التي تضمن لهم الاستمرار في حصد المقاعد في البرلمان، والمشاركة في الحكومات المتعاقبة. وكذلك كان الحال بشكل أدق في دائرة برلمان، إلى وقت قريب، يشير متتبعون.

حزب الحركة الشعبية تقدم في الآونة الأخيرة بمقترح قانون لإحداث وكالة للتنمية الجبلية. المقترح يرمي إلى الحفاظ على نفس الخطاب الموجه للاستهلاك السياسي: العالم القروي كورقة، رغم التحولات الكثيرة التي جرت تحت الجسر، والتي أسفرت عن خرائط انتخابية أخرى تؤكد أن حزب “السنبلة” فقد الكثير من قلاعه بسبب تجاوز خطاب الأعيان، ومنه هذا الخطاب الذي يروج له نجل العنصر.

الحقيقة المرة، يتحدث آخرون، لا تمكن في إعادة تأهيل المباني في العالم الجبلي، وإنما في توفير البنيات والتجهيزات الأساسية، والخدمات العمومية التي تضمن الحد الأدنى من الكرامة، وتشجيع الاستثمارات المنتجة التي تخلق الشغل، وما تبقى، فإن المباني في العالم القروي لها خصوصيات ثقافية وحضارية هي نفسها الخصوصيات التي تتغنى الحركة الشعبية بهتانا بضرورة الحفاظ عليها والعناية بها.

كل ما سبق جعل المنتقدين يتوجهون إلى البرلماني العنصر بسؤال واضح وصريح على أمل أن يجيب عنه في أقرب مناسبة: ماذا قدمتم ووالدكم، الذي تنقل بين العديد من المناصب، آخرها كرئيس لجهة فاس مكناس، لإقليم بولمان وساكنة جبالها، التي تطالب الآن “نضربوا فيها شي دويرة”؟