“انقلاب” يعد الأغرب من نوعه على رئيس جماعة في المغرب، جرى اليوم الثلاثاء في جماعة أولاد ازباير بنواحي تازة. فقد تم انتخاب محمدين عزوزي عن حزب التجمع الوطني للأحرار، رئيسا للجماعة في عملية إعادة انتخاب الرئيس والمكتب المسير، لكنه تم “الإنقلاب” عليه على الساعة 12 زوالا. وقالت المصادر إن التصويت على الرئيس تم بالإجماع، و”الإنقلاب” عليه تم بالإجماع ذاته.
وتجهل ملابسات هذا التغير المفاجئ في القرارات التي اتخذها ما يقرب من 20 عضوا ينتمون إلى أحزاب المعارضة والأغلبية، لكن المصادر لمحت إلى أن الخلاف يعود إلى تغيير في ترتيبات مسبقة تم الاتفاق عليها. ومن بين هذه الترتيبات انتخاب المكتب المسير، حيث فاجأ الرئيس أعضاء الجماعة بإعلانه عن تشكيلة جديدة مغايرة لما اتفق عليه. ووجه بمعارضة شرسة لمقترحه. وشملت المعارضة الأعضاء الذين اقترحهم لتولي المسؤولية.
وستكون وزارة الداخلية أمام أغرب “انقلاب” على الرئيس تم دون حتى أن تكون مصالح عمالة الإقليم قد أنهت إعداد التقارير التي يفترض أن ترسل إلى المصالح المركزية حول العملية الانتخابية وما أسفرت عنه. ما سيلزم عليها إعادة صياغة التقرير بهذه التفاصيل الغريبة في جماعة تعاني من تصدعات منذ عهد بعيد ناجمة أساسا عن صراعات بين أقطاب السياسة في المنطقة، ومنها قطب الاستقلالي البورقادي، وقطب كوشو عن “التراكتور” وقطب عزوزي عن “الأحرار”.
وفي ظل هذا الصراع، وتحكم الأعيان، ظلت المنطقة تعاني من اندار مريع في مؤشرات التنمية، ومن سماتها الواضحة الطريق التي توصل إليها.
