“ردة حقوقية”؟.. رفض حضور “ملاحظين” لحوار فلاحي لواتة مع السلطة وعرفات: “إقليم صفرو صغير بمشاكل كبيرة ومؤسسات تغلق الأبواب”

فشلت مبادرة للحوار مع فلاحي زاوية سيدي بنعيسى بلواتة، جماعة عزابة بإقليم صفرو، والتي كان من المفترض أن تنعقد، صباح اليوم الخميس، بمقر العمالة. واتهم المتضررون أفرادا من السلطة بإفشال المبادرة بوضع شروط للجلسة، والتدخل في تحديد أعضاء اللجنة، ومنع فعاليات حقوقية من الحضور بصفة “ملاحظين”.

وقرر فلاحو لواتة مقاطعة جلسة للحوار كان قد دعا إلىها رئيس دائرة صفرو اليوم على الساعة 11:30 من صباح اليوم، حسبهم، بسبب تدخل من السلطة في انتقاء أعضاء لجنة الحوار، معتبرين أن الشروط المواتية غير متوفرة لإجراء حوار بناء.

وأوقف أعوان سلطة وأفراد من القوات المساعدة ممثلين عن ساكنة زاوية سيدي بنعيسى أمام بوابة العمالة مرة أولى، قبل أن يتم إشعارهم بضرورة اقتصار لجنة الحوار على 7 ممثلين عن الفلاحين والسكان، وحقوقيين اثنين فقط، بدعوى حجم القاعة التي ستحتضن الاجتماع.

هذا المقترح قبله المحتجون، ليتم اختيار كل من بدر عرفات عن المنظمة المغربية لحقوق الإنسان، ونجيم مرموش كممثل عن الجمعية المغربية لحقوق الإنسان، ليتلقوا “صفعة” ثانية عندما تم توقيفهم، مرة أخرى، من طرف أعوان سلطة، قبل أن يهرع أحدهم إلى داخل العمالة لـ”التشاور”.

هذا التصرف، الذي وصفه بعض المحتجين باللامسؤول، أثار غضب الفلاحين والحقوقيين المؤازرين لهم، ما جعل البعض يطالب بتحريك الاحتجاج إلى مدينة فاس، أمام تعنت المسؤولين بعمالة صفرو، قبل أن “ينزل” القرار النهائي برفض حضور الحقوقيين لحوار السلطة مع الفلاحين، الذين قرروا، من جهتهم مقاطعة اللقاء، مع التأكيد على تصعيد الاحتجاج للدفاع عن حقوقهم وحقهم في الحياة، وفق تعبيرهم.

وعبر عز الدين بدر عرفات، عن المنظمة المغربية لحقوق الإنسان، عن إدانته لهذا التصرف، موردا بأن المنظمة المغربية لحقوق الإنسان جمعية تحظى بصفة المنفعة العامة، وهي إطار حقوقي معروف. وانتقد، في السياق ذاته، سياسة الأبواب المغلقة التي تنتهجها السلطات المحلية بإقليم قال عنه إنه صغير، لكن بمشاكل كبيرة ومسؤولين لا يستطيعون معالجة الملفات العالقة.

من جهتهم، اعتبر حقوقيون أن منع اليوم هو حظر قانوني، غير معلن، في إقليم صفرو للجمعيات الحقوقية ولجمعيات المجتمع المدني، مشيرين إلى أن ما وقع اليوم، سبق أن حدث مع عزالدين باسيدي، حيث تم منعه من حضور اجتماع، بنفس الطريقة تقريبا، مما يؤكد على برائته من التهم التي توبع بها وأدين بسببها بشهرين نافذين، وفق تعبيرهم.

وقرر فلاحو لواتة تنظيم وقفة صباح اليوم أمام مقر العمالة، رفعوا فيها شعارات تثير الانتباه إلى الملف المطلبي الذي سبق أن رفعوه، والمتعلق بإيجاد حلول جذرية لمعاناتهم مع “العطش، وفتح تحقيق في قضية ثقوب مائية غير قانونية لأصحاب ضيعات فلاحية يوردون بأنهم يقفون وراء ما يعيشونه من مشاكل حقيقية زادت من حدتها تداعيات الجفاف.