بعد “اختراعاته” المتعددة في مجال بطارية الليثوم.. اليزمي يفوز بجائزة الطاقة بتايلاند

فاز العالم والمخترع المغربي رشيد اليزمي مخترع بطاريات الليثيوم، بجائزة الطاقة بمدينة فوكيت بتايلاند، التي تحمل اسم البروفيسور ستانلي ويتينغهام الذي فاز قبل 3 سنوات بجائزة نوبل في الكيمياء.

وأقيم على شرف اليزمي، ابن مدينة فاس والمتحدر من قرية أولاد آزم بتاونات، حفل خاص بتايلاند بعد تتويجه بهذه الجائزة اعترافا بما أحدثه من ثورة في مجال الطاقة واكتشافه الكاتود السالب لبطارية الليثيوم صاحب براءات الاختراع في مجالها، ما اعتبره “شرف عظيم للمغرب” كما كشف ذلك في تدوينة نشرها في صفحته الشخصية بفيسبوك.

وليست هذه أول جائزة يفوز بها اليزمي الذي توصل لشحن سيارة كهربائية من صفر لـ100 بالمائة في 6 دقائق فقط، بل حاز جائزة المستثمر العربي في فئة التطبيق الأخضر قبل 3 سنوات بباريس، وجائزة الابتكار العلمي والتكنولوجي بالكويت قبل ذلك كجزء من مبادرة “تكريم 2018”.

وفاز اليزمي قبل 8 سنوات بجائزة درابر التي تمنحها الأكاديمية الأمريكية للهندسة لواشنطن، مع الباحثين جون كودناف ويوشيو نيشي وأكيرا يوشينو، اعترافا بأعمالهم ودورهم الكبير في تطوير بطارية الليثيوم أيون المستعملة بشكل واسع، في ملايين الأجهزة الإلكترونية كالهواتف.

وجاء التتويج الجديد بعد أسابيع قليلة فقط من اختراعه الجديد لشحن بطارية سيارة كهربائية، ما شكل نقطة تحول هامة في مستقبل هذه السيارات بعد 8 سنوات من البحث والتجريب، ما مكن من شحنها في مدة قياسية بدلا من ساعة وأكثر كما في دول على غرار الولايات المتحدة.

ويعتبر هذا العالم المغربي أستاذا لعلم الطاقة بجامعة نانيانغ التكنولوجية بسنغافورة، وله عشرات الاختراعات ومئات الأبحاث العلمية وحاضر في عدة جامعات عالمية وكونه غير مفهوم تخزين الطاقة في البطاريات عبر العالم، وساهم في اختراع روبوت لمكوك ناسا.

ويعتبر أول عالم عربي يكتشف في سنة 1980 أنود الجرافيت لبطاريات الليثيوم القابلة لإعادة الشحن المستخدمة حاليا في الهواتف المحمولة والسيارات، وهو واحد من أول اكتشافاته التي بصمت اسمه كواحد من أشهر علماء الكيمياء في العالم.

وما كان لرشيد اليزمي الذي حظي بالتكريم في مناسبات متعددة بوطنه سيما بقرية بأولاد آزم وبالجامعة الخاصة بفاس، أن يصل إلى هذا المستوى عالميا، لولا اجتهاده منذ ولج المدرسة وخلال دراسته بمؤسستي مولاي رشيد ومولاي إدريس قبل حصوله على الباكلوريا والتحاقه بجامعة الرباط.

في 1972 التحق اليزمي بفرنسا للدراسة في الأقسام التحضيرية لمدارس المهندسين، وبعد 3 سنوات نجح في مدرسة إليكترو شيمي في غرونوبل قبل أن يحصل على دبلوم المهندسين في 1978 ليبدأ أبحاث الدكتوراه ويعمل في معهد البحث العلمي قبل توجهه إلى اليابان وغرونوبل.

دعوته من الناسا في كاليفورنيا كانت بداية لاستقراره بأمريكا قبل الالتحاق بسنغافورة للعمل في المعهد الوطني للطاقة حيث ساعد فريق البحث في أبحاث البطاريات، ما فسح له مجالا أوسع للاشتغال سيما في علم المواد حول دمج الليثيوم بالغرافيت عبر استعمال تقنية التحليل الكهربائي للأجسام الصلبة عوض السائلة.