قسال: البنية الثقافية التقليدية وسد الخصاص بالإدارة التربوية يعرقلان عمل أطر الدعم الاجتماعي بالمؤسسات التعليمية

بعد نضال طويل من طرف الفاعلين الاجتماعيين، استبشر الجميع خيرا بتفعيل مهام أطر الدعم الاجتماعي بقطاع التربية الوطنية والتي أدرجت منذ سنين بالميثاق الوطني للتربية والتكوين والتي لم ترى النور حتى موسم 2020/2021 مع أول فوج، كتجربة جنينية بالمؤسسات التعليمية تأخذ بعين الاعتبار الجانب الشخصي والعاطفي والوجداني للتلاميذ والتلميذات بدل التركيز فقط على المعارف البيداغوجية.والوقوف على مجموعة من الظواهر السلبية التي تتخبط فيها المدرسة المغربية من قبيل ارتفاع نسبة الهدر المدرسي، العنف المدرسي بين التلاميذ وعلى الأطر الادارية والتربوية، وظواهر أخرى تعيق العملية التعليمية التعلمية لمجموعة من التلاميذ من ذوي الاحتياجات الخاصة والذين يعانون أيضا من اليتم والفقر والهشاشة على جميع المستويات وكذا ظاهرة التنمر على هذه الفئات الاجتماعية التي تحتاج إلى عناية ومعاملة خاصتين، في هذا السياق يدخل دور اطار الدعم الاجتماعي للقيام بالمهام التالية والمحددة سلفا بمقرر وزاري رقم 714.20 لسنة 2020:

_ المهام ذات البعد النفسي المتمثلة في تقديم المشورة والدعم للتلاميذ وعقد جلسات وحصص انصات واستماع لهم ولأوليائهم فردية وجماعية.

_ محاربة الظواهر السلبية بالوسط المدرسي وتقديم الدعم النفسي والاجتماعي للمتعثرين وذوي الاحتياجات الخاصة.

_ إعداد وتنفيذ برامج  العمل المرتبطة بالوقاية الصحية والنفسية، وإخبار الأطر الادارية والتربوية بوضعية التلاميذ من أجل تسهيل الإندماج وخلق تعامل خاص مع بعض الحالات التي لها ظروف صحية أو اجتماعية خاصة (التلاميذ والتلميذات الذين يعانون من الداء السكري …).

_ البحث عن شراكات والتواصل مع جمعيات المجتمع المدني والجماعات الترابية وكل الفاعليين من أجل تقديم الدعم والمساعدة للتلاميذ والتلميذات خاصة الحالات الخاصة من ذوي الاحتياجات واليتامى …وكل هذا من اجل تسهيل عملية الإدماج بالوسط التعليمي.

_ العمل على تفعيل أنشطة الحياة المدرسية وتشكيل الأندية وادماج التلاميذ والتلميذات بها من أجل تحويل شغبهم السلبي إلى ابداع تلاميذي، وخجلهم إلى طاقة.

_ المساهمة في ترسيخ قيم المواطنة والسلوك المدني وزرع ثقافة التضامن والمبادرة ونبذ كل اشكال العنف والتمييز العنصري.

لكن تفعيل هذه المهام المنوطة على عاتق اطار الدعم الاجتماعي بالوسط المدرسي والذي تلقى تكوينا أكاديميا في شعبة علم الاجتماع وعلم النفس والفلسة ومعاهد العمل الاجتماعي ، فضلا عن التكوين بالمراكز الجهوية في ذات التخصص المرتبط بالدعم النفسي والاجتماعي ستعترضنا بالواقع المدرسي جملة من الاشكالات ستعيق أي تدخل للحد من الظواهر السلبية، ليبقى الدعم النفسي والاجتماعي مجرد شعار، ومن هذه المشاكل سنحاول الوقوف على بعضها وفقط:

_ الرفع من ساعات العمل إلى 38 ساعة كباقي الأطلر الإدارية الذين يتلقون تعويض ومكافئة عن هذه الساعات في المقابل أن إطار الدعم الاجتماعي لا يتلقى أي تعويض وحتى الرتبة والدرجة التي تم التعيين بها، لا ترقى إلى درجة المتصرفين التربويين مع العلم أن عمل اطار الدعم الاجتماعي لا يقف عن حدود أسوار المؤسسة بل يتعدى ذلك من خلال الزيارات الأسرية والبحث عن شراكات وتكوينات من أجل تدخل جيد لإدماج التلاميذ الذين يعانون من وضعيات صعبة.

_ غياب الاختصاص في التدخل لمعاجة المشاكل الاجتماعية للتلاميذ اذ لا يتم احيانا احالة التلاميذ المعنين على اطار الدعم الاجتماعي ونهج معهم مقاربة علاجية تقليدية تزيد من تعميق مشاكلهم.

_غياب  ثقافة الدعم الاجتماعي لدى الأغلبية، نظرا لطبيعة العقلية الاصولية التي تربت على ثقافة السحر والشعوذة بدل مقاربة علمية.

_حصر الدعم الاجتماعي في الجوانب المادية فقط ( مليون محفظة.المطعمة. النقل المدرسي. تيسير…) مع عدم مراعات الجوانب النفسية والاجتماعية واحاسيس وشعور التلميذ.

_ حضور المقاربة الشعبية التقليدية في التعاطي مع بعض المشاكل التي يعاني منه التلاميذ.

_ اعتبار اطر الدعم الاجتماعي عند بعض الاداريين أنهم مجرد مساعديين لسد الخصاص الحاصل في الاطر الادارية .

_ استبعاد أطر الدعم الاجتماعي من التكوينات التي تبرمجهم الوزارة والاكاديمات  في مجال الدعم الاجتماعي والنفسي كدورات تكوينية في التوحد.قاعة الموارد للدعم …وجعل هذه الدورات لفئات لا علاقة لها بالتدخل في المجال، اللهما الاستفادة من التعويضات والامتيازات على كاهل فئة اجتماعية تتخبط في مشاكل لا حدود لها.

ان العمل الاجتماعي والتدخل في الوسط المدرسي لمحاربة الظواهر السلبية وجب ان يكون ثقافة أولا وايمان قطعي لكل المكونات المجتمعية خاصة بقطاع التربية الوطنية، وأن لا يكون مجرد شعار أو ديكور للظهور بأننا نقلد الدول المتقدمة في مجال الخدمة الاجتماعية، لا أقول بأن الحل أو العصى السحرية للحد من الظواهر الخطيرة بمدارسنا توجد عند اطار الدعم الاجتماعي وحده، ولكن وجب تظافر الجهود على جميع المستويات من أجل الرفع بالخدمة الاجتماعيىة وأن نعيد الاعتبار لثقافة الانصات والاستماع والتواصل من اجل اياد حل لكل المعضلات بدل ثقافة السحر والشعوذة.فمكانة اطار الدعم الاحتماعي داخل المنظومة كلما علا شأنها إلا و أعطت نتائج جد ايجابية.

إطار الدعم الاجتماعي الفوج الأول – مديرية تازة