احتجاجات الفلاحين بمكناس.. تصفية حسابات سياسية أم تفاعل طبيعي مع أزمة الغلاء؟
أثار الشكل الاحتجاجي الذي نظمه عشرات الفلاحين ينتمون لعدة جماعات قروية بعمالة مكناس، العديد من التساؤلات حول أسبابه الرئيسية ودوافعه الحقيقية، سيما في ظل مجموعة من الصراعات والحروب السياسية، بين مجموعة من التيارات، التي تعتبر مكناس جبهة لها.
مصادر كشفت لجريدة “الديار” أن احتجاجات الفلاحين بهذه الطريقة التي تم خلالها تجنيد عشرات الجرارات للمشاركة في مسيرة محكمة التنظيم والتنسيق مع جماعات عديدة، له تفسير واحد، وهو أن من يقف وراء هذه المبادرة الإحتجاجية شخص واحد، اختار توقيتا مناسبا يتزامن مع الزيارة الرسمية التي ينظمها وزير الفلاحة لمدينة مكناس، والتي انطلقت يوم السبت واستمرت إلى حدود أمس الإثنين.
ورجحت ذات المصادر أن من يقف وراء هذه المسيرة الاحتجاجية له حسابات سياسية مع وزير الفلاحة نفسه ومعه رئيس الحكومة، في إطار سلسلة حروب خفية يعلمها المعنيون بالأمر، ما يفسر عدم عقد الوزير أو أي مسؤول من وزارة الفلاحة جهويا ومحليا بمكناس لقاء مع المحتجين، لعلمه المسبق بخلفيات احتجاجهم.
“هذا ولم يسبق احتجاج الفلاحين إصدار أي بلاغ أو بيان من الجهة التي تقف وراء تنظيم شكلهم الاحتجاجي المفاجئ والغير منتظر، والذي تطلب تعبئة موارد مالية ولوجيستية، في الغالب تكفل بها مدبروا هذا الشكل الاحتجاجي”، تورد مصادر جريدة “الديار”.
ويواصل عشرات الفلاحين الاحتجاج بركن جراراتهم بمحيط مركب الأوقاف وسط حمرية بمكناس، فيما اختار آخرون ركن جراراتهم بجانب الطريق الوطنية بطريق فاس على مستوى جماعتي الدخيسة و ويسلان للتعبير عن احتجاجهم من غلاء أسعار المحروقات والمواد الفلاحية، حسب موقع “مكناس بريس”.