نقابة الاستقلال تهدد بـ”التصعيد”.. مدير المصالح “يفجر” أزمة مناصب المسؤولية في جماعة فاس

قالت مصادر مطلعة لجريدة “الديار” إن نقابة الاتحاد العام للشغالين بالمغرب، الذراع النقابي لحزب الاستقلال، قد عبرت، في الأيام الأخيرة، عن “سخط” تجاه قرارات اتخذها مدير المصالح الجماعية، محمد الذهبي، بموافقة، ربما، من العمدة البقالي، تخص إزاحات من مناصب المسؤولية في الجماعة، أطاحت، ضمن آخرين، برئيس مصلحة المنازعات. وبدله عين الذهبي، عبر مذكرة مؤقت، موظفة جماعية يُقدم زوجها على أنه من أذرع العمدة الأسبق حميد شباط.

وأطاح مدير المصالح الجماعية بكاتب الاتحاد العام للشغالين بالمغرب للموظفين الجماعيين، والذي أسندت له المهمة بشكل مؤقت، بعد مغادرة رئيسها السابق للتقاعد.

وتعتبر المصلحة من المصالح الرئيسية في الجماعة، وذلك إلى جانب المصلحة التي تدبر شؤون التعمير. وظلت تثير تنافسا محموما بين الموظفين. وظل المتحكمون في الشأن الجماعي يشملونها بـ”الرعاية” بتعيينات تقدم على أنها وفق المقاس.

واعتبرت مصادر من نقابة الاتحاد العام للشغالين بفاس بأن إزاحة أحد أطرها المحلية يعتبر بمثابة “طعنة غادرة” و”من الخلف”، وجهها إليها مدير المصالح الجماعية بإيعاز، ربما، من العمدة التجمعي البقالي. واعتبرت، طبقا للمصادر نفسها، التي تحدثت لـ”الديار” حول الموضوع، بأنها مستهدفة في هذه الإزاحة.

لماذا قرر الذهبي اعتماد هذا القرار؟

مصدر، مقرب من مدير المصالح،  أشار إلى أن محمد الذهبي  أشهر معيار الكفاءة، وقال إن الموظفة التي حصلت على التعيين لها خبرة، وتتوفر على ما يكفي من المؤهلات لإدارة المصلحة. وذهب إلى أن الاعتبارات السياسية المرتبطة بوجود قرابة مع توجه أو مسؤول كيفما كان موقعه لا حضور لها في مثل هذه القرارات، لأنها مرتبطة بشخص الموظف ومساره.

لكن منتقدي قرارات الذهبي، الذي استمر على رأس المصالح الجماعية لأكثر من ثلاث ولايات، وظل على علاقة ود مع شباط، يوردون بأن كل خطواته ترمي إلى تكريس الأمر الواقع، ووضع “الأتباع” في مناصب المسؤولية، والعمل على إبعاد من تبقى في سياق سباقات تنافس له خبرة في التحكم في من سيصل الأول إلى نقطة النهاية.

“وبغض النظر عن ملابسات التعيين والإزاحة، فإن الأزمة الجديدة التي تفجرت بين نقابة حزب الاستقلال، وهو مشارك في التحالف الرباعي، ستزيد طينة هذا التحالف بلة، بعد تراكم عدد من الملفات بين مختلف مكوناته، كان آخرها اندلاع أزمة بين حزب الاتحاد الاشتراكي وحزب التجمع الوطني للأحرار”، تسجل مصادر جريدة “الديار”.

وخلصت المصادر عينها إلى أن هذه “الأزمة” ستنضاف إلى استياء يسود في أوساط الموظفين الجماعيين بسبب غياب المناخ الملائم للعمل ترسخه قرارات عشوائية وارتجالية لـ”تنصيب” الموالين الذين يوصفون بـ” المهرولين”، ومقابله الإمعان في الدوس على كرامة فئات من الموظفين الذين بدؤوا يشعرون أن هذه الولاية، رغم أنها لم تكمل بعد سنتها الأولى، تكاد تعتبر الأسوأ من نوعها في التاريخ الحديث لجماعة فاس.