“سابقة” في عهد الحموشي؟.. مسؤول أمني بصفرو “يحتج” على توقيف “جانح”

“هناك من يصر على الإساءة إلى جهاز الأمن الوطني، رغم المجهودات الكبيرة التي تبذلها الإدارة العامة لـ”تخليق” هذا المرفق”..

كان هذا تعليق مصادر لجريدة “الديار”، في الساعات الأولى من صباح اليوم الأربعاء، بعد “الفضيحة” التي هزت المنطقة الإقليمية للأمن بمدينة صفرو.

وفي التفاصيل الكاملة، أوضحت المصادر أن “المهزلة” انطلقت بعد حادثة سير، بين صاحب دراجة نارية وصاحب سيارة، بتجزئة “المنزه” بمدينة صفرو في ساعة متأخرة من ليلة أمس الثلاثاء، قبل أن يفاجأ طرفي الحادث بشخص في حالة “غير طبيعية” يقوم بمهاجمتهما، من قلب الغابة، بواسطة “سيف” من الحجم الكبير، ويسلبهما هاتفيهما.

مصادرنا الأمنية أضافت أن “الجانح” واصل اعتداءاته بتكسير السيارة وتهديد أفراد من الشرطة، (دراجين ومسؤولين عن معاينة حوادث السير)، بسيفه، إضافة إلى سكان التجزئة، قبل أن تربط “قاعة المواصلات” الاتصال بضابط الشرطة (ح.ج)، الذي كان في مهمة بالمدينة القديمة، والذي انتقل إلى عين المكان رفقة آخرين.

وأشارت المصادر نفسها إلى أن عملية إلقاء القبض على “المتهم”، عرفت مشاركة وتنسيق مع أطراف أخرى، رفضت مصادرنا الكشف عنها، حيث نجح التدخل الأمني في شل حركة صاحب “السيف” وتوقيفه ليتم اقتياده إلى مقر المنطقة الإقليمية بصفرو”.

“إلى هنا الأمور عادية، تقول مصادر جريدة “الديار”، وتدخل في نطاق العمل الروتيني لرجال الشرطة في حفظ الأمن”، قبل أن تتابع مستطردة: “لكن “الكارثة” ستقع عند انتهاء المهمة عندما “احتج” العميد (هـ.ل)، رئيس الشرطة القضائية، على عملية إيقاف “المعتدي” مخلفا صدمة وحالة استنفار لا زالت تداعياتها مستمرة إلى حدود كتابة هذا المقال”.

واتهمت المصادر ذاتها المسؤول الأمني بإهانة (ح.ج)، في اتصال هاتفي، فقط لأنه قام بواجبه في إيقاف جانح لم يتردد في الاعتداء على المواطنين وأفراد الشرطة وتعريض سكان تجزئة المنزه للسب والتهديد، مبرزة أن الضابط، الذي تعرض للإهانة أخبر زملائه ورئيس المنطقة بأن رئيس الشرطة القضائية “وبخه” هاتفيا بسبب تدخله في تجزئة “المنزه”.

وأفادت مصادرنا أن (ح.ج) أخبر رئيس المنطقة بأن (هـ.ل) صرخ في وجهه: “علاش تمشي لتم؟.. أنا لي نقولك فين تمشي وفين متمشيش!”، قبل أن يقطع الخط “في وجهه”.

وأضافت المصادر، حسب رواية الضابط، أن هذا الأخير عاود الاتصال بـ”رئيسه المباشر” مستفسرا عن سبب إنهاء المكالمة بتلك الطريقة، حيث خاطبه بـ: “واش أنا “حشرة” تقطع علي التلفون؟”.. ليرد عليه المسؤول الأمني بـ: “آه.. أنت “حشرة” وغادي تبقا “حشرة””، وفق تعبيره.

“الأمور لم تقف عند هذا الحد، فقد خلق، ما وصفته المصادر بالشطط في استعمال السلطة و”الحكرة”، حالة استنفار قصوى، حيث عرف مقر المنطقة الإقليمية، بالشارع الرئيسي للمدينة، “إنزالا” لسكان تجزئة “المنزه”، ما اضطر المراقب العام (ع.ر)، رئيس المنطقة، إلى العودة من مدينة فاس إلى مكتبه على الساعة الواحدة صباحا من اليوم الأربعاء” تقول مصادرنا، وهو ما عاينته جريدة “الديار”.

وسجلت المصادر أن رئيس المنطقة استمع إلى (ح.ج)، الذي هدد بالاستقالة من الشرطة بسبب “الحكرة”، قبل أن يقوم باستقبال ساكنة التجزئة التي شددت على ضرورة فتح تحقيق في النازلة، وتعزيز الأمن بالمدينة عموما، وبتجزئة “المنزه” خصوصا، كما لم تتردد في الإعلان عن تضامنها مع ضابط الشرطة الذي تعرض للإهانة، “ليرد المراقب العام بأن العلاقة بين موظفي الأمن هي شأن إداري خاص، وستتم تسويته داخليا وفق القوانين المعمول بها، مؤكدا أنه كان يشرف على التدخل الأمني بشكل شخصي”، حسب مصادر حضرت اللقاء.

مصادر جريدة “الديار” شددت على أن الواقعة خلفت تذمرا شديدا وسط رجال الأمن بمدينة صفرو، قبل أن تشير إلى أن هذا المسؤول الأمني سبق أن تم ذكر اسمه في ملف ما يعرف بـ”الزطاطة” بحي حبونة.

“وهو ملف، ربما، يتبجح فيه بتحديه للنيابة العامة والدرك الملكي بالمدينة، بدعوى “علاقته” المزعومة بمسؤول كبير.. متناسيا أن عهد “المعارف” قد ولىّ مع تولي عبداللطيف الحموشي لزمام الأمور بالمديرية العامة”، تورد المصادر نفسها.