بعد تهديده بالتخلي عن “تفويضه”.. “مواجهة عنيفة” بين نائب للرئيس ومدير المصالح بمقر جماعة فاس
مواجهة عنيفة شهدها مقر جماعة فاس، صباح هذا اليوم الجمعة، بين عبد الواحد العواجي، نائب العمدة البقالي المكلف بتدبير ملف سوق الجملة للسمك، وبين محمد الذهبي، مدير مديرية مصالح جماعة فاس، ترددت أصداءها في زوايا مقر الجماعة، واستمع موظفون جماعيون ومرتفقون باندهاش لعبارات سب وشتم تبادلها الطرفين، وذلك إلى جانب اتهامات أخرى، قبل أن يتدخل البعض لوقف هذه “المعركة الكلامية” التي كادت أن تتحول إلى تشابك بالأيدي.
وربطت المصادر بين هذا “النزال” بين الذهبي والعواجي بقضية التهديد باستقالة العواجي، قبل أيام قليلة، عن تدبير ملف سوق السمك للجملة، والذي يعيش مشاكل بالجملة، منذ عهد شباط، واستمر الوضع في عهد “المصباح”. وبقيت الأمور على حالها في عهد التحالف الرباعي.
وأشارت المصادر إلى أن العواجي الذي التحق بحزب الأصالة والمعاصرة، بعد سلسلة ترحال حزبية، قد اتهم الذهبي بأنه جزء من الأزمة التي يعيشها السوق، والتي ازدادت حدتها في الآونة الأخيرة، بسبب تعيين وكلاء، وما شابه من اختلالات، أدت إلى ارتفاع منسوب الغضب لدى التجار الذين يتحدثون على أن الوضع بالسوق لا يطاق. وقد سبق لهؤلاء أن رفضوا الجلوس مع العواجي، واحتجوا أمام مقر الجماعة.
وتمكن الذهبي من الحفاظ على منصبه كمدير للمصالح لعدة ولايات، واشتغل مع رؤساء اتحاديين واستقلاليين، كما اشتغل مع شباط وعرف كيف يتكيف مع الوضع في عهد حزب العدالة والتنمية، ونجح، مؤخرا، في عهد العمدة التجمعي، في الحفاظ على “قلعته”، رغم أنه قد وصل إلى مرحلة التقاعد. وينظر إليه عدد من نواب العمدة على أنه “يعرقل أوراشهم”.
لكن العواجي بدوره يواجه انتقادات كثيرة، شأنه شأن عدد كبير من منتخبي حزب الأصالة والمعاصرة بالمدينة. فقد ذكر اسمه في تقارير إعلامية في قضية عشوائية مواقف السيارات في عدد من أحياء المدينة. كما أن تدبيره لملف سوق الجملة يواجه بانتقادات لاذعة، وقد سبق لتاجر في السوق له مسؤولية نقابية في نقابة الاتحاد العام للشغالين بالمغرب، أن وجه له تهما تتعلق بسوء التدبير.
المصادر ذاتها قالت إن هذه “المعركة” بين العواجي والذهبي لا تخرج عن “صراع أجنحة” و”أزمة” انسجام في التحالف الرباعي، ظهرت في الدورات الأخيرة لمجالس المقاطعات.