حقيقة إلغاء النواة الجامعية بتاونات.. الرفيق يرفض التراجع عن المشروع والوزير يصرح: “الحيوط ساهل نبنيوهم..!”

في مناظرة نظمتها ولاية جهة فاس مكناس أمس الجمعة، تم فتح نقاش حول مصير النواة الجامعية بإقليم تاونات، بعدما كثر القيل والقال حول إلغاء المشروع.
يونس الرفيق، النائب الأول لرئيس مجلس جهة فاس مكناس، وهو يتوجه بحديثه إلى الوزير عبد اللطيف ميراوي، وزير التعليم العالي والبحث العلمي والابتكار قال أن هذا المشروع أصبح واقعا بعد تدشينه من طرف الوزير السابق وعامل الإقليم، ولذلك فإن أي تراجع عنه سيخلق لا ريب احتقانا اجتماعيا ومجتمعيا على مستوى الإقليم، وقد يفسر كتراجع عن التزامات الدولة تجاه هذا الإقليم.
والتراجع عن المشروع، يردف، سيفتح حتما الباب أمام تراجعات أخرى ستسيء لصورة المؤسسات عموما لدى المواطن في الجهة، فإذا كان لابد من مراجعة المشروع، فمن الأفضل تدارس الآليات والإمكانيات وما يلزم القيام به لإنجاحه، على حد تعبيره.
الوزير عبد اللطيف ميراوي حال استلامه الكلمة، ذكر أن “الجامعة ليست مرفقا جامعيا، ولا عموميا كباقي المرافق العمومية الأخرى، فهي مرفق عنده “القوام ديالو”، الأستاذ يلج المدرج، ثم بعد أن يخرج يتجه نحو المختبر من الصباح إلى المساء، فلا تعتقدوا أن الأستاذ يعمل عشر ساعات ويذهب في حال سبيله.. فهذا غير معقول… إذن هذه هي الجامعة وما دون ذلك فستصبح ثانوية أو إعدادية، بل وفي الثانوية أو الإعدادية الأستاذ يقطن في المدينة، ذلك أنه يعمل عشرين ساعة أو أكثر”.
وأضاف ميراوي أيضا أن الوزارة تشتغل على تصور مخطط مديري للجامعة المغربية في كل أرجاء المغرب، فثمة جهات لا تتوفر على جامعة، وثمة جهات لا تتوفر على مركز جامعي ولا حتى كلية طب..
“اليوم يكذب عليكم شي واحد.. أنا أقولها لكم كوزير.. لا يوجد شيء تخلينا عنه، التجهيزات كلها جاهزة ولم نتراجع عن أي شيء، لكننا في اللقاءات الجهوية نتناقش مع بعضنا البعض حول الموضوع بلا هرج”، يفيد المتحدث نفسه.
كما أكد أنه يريد معرفة تصور الجهة، وما إذا كان التصور يبتغي إنشاء نواة جامعية في كل “فيلاج” لمناقشة ذلك، مشيرا إلى أنه إذا ما تم التفاهم على هذا التصور فهو لا مشكلة لديه، مع أنه يقول بأنها غير صالحة، ولكن في الأخير الجميع مسؤول، والإثم إذا افتعل يكون الجميع قد افتعله، يقول.
“وإذا كانت نواة جامعية – يعيد تكرار جملته الأولى – “فخصها تكون بقوامها”، لأنه عند الحديث عن تاونات فهي تبعد عن المدينة بـ14 كلم، “خصها تكون بقوامها.. نعرفو اش بغينا.. داخلة خارجة الطالب الطالبة كيركبو بـ50 درهما في اليوم.. معندوش منحة.. إذن يجب علينا جميعا الحديث عن ما نريد، فنحن نتحدث عن جامعة الغد، باش يوصل الطالب المنتمي إلى وسط ضعيف بحالي وبحالك وبحالنا”.
كما ذكر أنه من السهل جدا أن يأتي الوزير ويشيد بالمقترحات ويوقع، (مشيرا بيديه إلى قص شريط تدشين المشاريع)، قبل أن يخاطب الحضور بأنهم وقعوا من قبل واستمر الانتظار لثلاث سنوات أو أربع و”تا حاجة ما كاينة”.. ومن السهل قول نعم، حسبه، ومن الصعب قول لا وشرح لماذا، وعندما يكون التجاوب والحوار فبالإمكان تحقيق الإقناع، علما أنه من المستحيل إرضاء الجميع، فلابد من أن يكون البعض منزعجا (لأنه ربما مسلمتيش عليه صباحا، أو لم ترتدي ربطة العنق التي تروقه…).
“إذن لم يتغير أي شيء، والكرة عند الجهة، ومع الجهة نتناقش كي يكون تصميم… وما لا أريده ولا أريد إثمه لا لي ولا لكم (مخاطبا أعضاء المجلس) هو أن نقدم الشهادات للطلبة دون مواكبتهم، خصنا نعطيو ديبلوم بعقله”، يصرح الوزير.
في معرض حديثه، ذكر أيضا أن جهة فاس محظوظة لأنها تتوفر على جامعات عكس جهات أخرى تتوفر على جامعة واحدة..!
“الحيوط ساهل نبنيوهم.. وا بركة من الحيوط خصنا نعمرو المخاخ”، يضيف ميرواي، مستدركا: “يجب أن نوفر للطلبة أستاذا جامعيا قادرا ومحفزا وقاطنا في المكان الذي يشتغل فيه، لكي لا يصحو صباحا ويقول “أنا عيان ما فيا ما يمشي”، وهذا كله يجب أن يوزن، قبل أن يختم مداخلته: “وفاللخر ما يكون غي خاطركم”.