“مضايقات” أم “جيوب مقاومة التغيير”؟.. تفاصيل نزاع بين المتصرفين التربويين ونقابات تعليمية بجهة فاس

معركة جديدة تفجرت بين جمعيات المتصرفين التربويين ونقابات تعليمية بجهة فاس ـ مكناس، لكن هذه المرة في مؤسسة 20 غشت الابتدائية بعين الشكاك بضواحي إقليم صفرو. بالنسبة للنقابة الوطنية للتعليم التابعة للنقابة الكـ.د.ش والجامعة الوطنية للتعليم (خيار ما يعرف بالتوجه الديمقراطي)، فإن الأمر يتعلق بـ”مضايقات” و”استفزازات” لإدارة المؤسسة، لكن بالنسبة لجمعيات المتصرفين التربويين بالجهة، فإن الأمر يتعلق بفئة قليلة تقاوم التغيير وترفض الانخراط في التغيير بما يضمن الارتقاء بالمنظومة. المصادر تشير، من جانب آخر، إلى أن الخلاف يهم مجموعة من الأساتذة لا يتجاوز عددهم 6 أساتذة. وأشارت إلى أن سبب الخلاف يعود إلى تدخلات للقطع مع ممارسات سلبية لها علاقة بهدر الزمن المدرسي.
وحسب جمعيات وهيئات المتصرفين التربويين بالجهة، فإن الرواية تتضمن الكثير من الإدعاءات الباطلة. وأصحاب هذه الرواية هم من “جيوب مقاومة التغيير” والواقفين حجرة عثرة أمام عجلة الإصلاح الذي يقوده مدير المؤسسة بمعية ثلة من الأساتذة، وباقي شركاء المؤسسة، ومن بينهم جمعية الآباء والأمهات التي عانت في سنوات سابقة الكثير من التهميش والإقصاء، وتعرض أعضاؤها للإبعاد، بل إن بعض هؤلاء الأساتذة منعوهم حتى من الاقتراب من الفضاء، بمبررات واهية، وبشكل يتعارض مع توجه الوزارة، تورد المصادر، قبل أن تشيف بأن الإدارة الحالية عملت على القطع مع هذه الممارسات، وفتحت المجال أمام مساهمات هذه الجمعية، كما انفتحت على المحيط، وذلك للمساهمة في النهوض بأدوار المؤسسة وتمكين الفاعلين كل من جانبه من المساهمة في ترسيخ تجربة ناجحة لمؤسسة تشتغل في محيط اجتماعي صعب من شأنه أن يكرس الهدر في صفوف الأطفال، إذا لم تتضافر جهود جميع المتدخلين.
وقالت هذه الجمعيات، في روايتها، إن مدير المؤسسة دشن مرحلة جديدة في التدبير، وأسس للتشارك من خلال تفعيل مجالس المؤسسة وتفعيل الحياة المدرسية. وحرص على تأمينه من خلال تتبعه لمواظبة الأساتذة، وجعل المصلحة الفضلى للمتعلم والمتعلمة من أولى أولويات تدبيره، الشيء الذي لم يرُق للبعض وشكل جبهة مقاومة للتغيير لقلة قليلة من أطر هيئة التدريس، تورد جمعيات المتصرفين في بيان مشترك.
وذهبت إلى أن واقعة اقتحام مكتب الملحقة التربوية تتضمن ادعاءات باطلة، موضحة بأن مدير المؤسسة لم يقم إلا بواجبه في الإشراف والتتبع للسير العادي للمرفق العمومي، خاصة في ظل وجود نقص كبير في مواكبة الدعم التربوي لفئات واسعة من تلاميذ المؤسسة الذين يعانون الهشاشة ويحتاجون إلى مبادرات اجتماعية في إطار انفتاح المؤسسة على المحيط. وذكرت في شأن حادث ما يسمى بالانهيار العصبي، بأن المعنية سبق وأن عانت من نفس الحالة يوم دخولها في شنآن مع إحدى المرتفقات، وهي بحسب المصادر ليست سوى أستاذة تدرس في نفس المؤسسة. وسبب الخلاف بين الطرفين أن الملحقة التربوية اتهمت من قبل الأستاذة بتعنيف ابنها الذي يدرس في نفس المؤسسة، وهي القضية التي وصلت تداعيات إلى سرية الدرك بالمنطقة.