الجدل حول “شهادة الخامس ابتدائي”.. حكم استئنافي يبقي البوطيين رئيسا لـ”الصناعة التقليدية” وهذا تعليقه

أنهى حكم إداري صادر عن محكمة الاستئناف بالرباط الجدل حول شهادة الخامس ابتدائي لرئيس غرفة الصناعة التقليدية بجهة فاس ـ مكناس، حيث قرر إلغاء الحكم الابتدائي الذي قضى بـ”إسقاط” الحركي عبد المالك البوطيين من الرئاسة. 

واحتفل البوطيين برفقة أغلبيته بالغرفة بهذا القرار الذي صدر اليوم، بعد أشهر من “المحنة” و”الترقب” بسبب طعن تقدم به منافسه في انتخاب رئيس الغرفة، رغم أن الفارق في الأصوات كان كبيرا جدا.

وأصر “ه. م” الذي لم يحصل سوى على 3 أصوات في منافسة غريمه في سباق الرئاسة على أن يتم تضمين ملف المرشحين شهادة الخامس ابتدائي، وسط ذهول البوطيين والذي لم يجد أمامه سوى القيام برحلة بحث طويلة بحث عن وثائق تثبت بأنه انتقل من مؤسسة ابتدائية في مكناس، وتسجل في ابتدائية أخرى في مدينة خنيفرة. واضطر على الاستعانة بمحاضر اجتماعات لجن تابعة للمديرية الإقليمية للتعليم بخنيفرة للحصول على شهادة تثبت بأنه درس في المستوى الخامس ابتدائي، إلى جانب الإستعانة بشهادات موثقة لزملاء في الدراسة، بعدما تعذر عليه العثور على اسمه في السجلات بسبب التلف الذي أصاب الوثائق.

وفي تصريح لجريدة “الديار”، قال رئيس غرفة الصناعة التقليدية لجهة فاس مكناس، عبد المالك البوطيين، ان الحكم يعتبر بمثابة انصاف لمساره كممثل للحرفيين منذ ما يزيد عن العقدين، معتبرا ان الحكم جاء ليزكي صوت الأغلبية الساحقة من الصناع والحرفيين بمختلف أقاليم الجهة، الذين اختاروه رئيسا لهم لثلاث ولايات متتالية، الأولى كرئيس لغرفة الصناعة التقليدية لجهة مكناس تافيلالت، والثانية والثالثة كرئيس لغرفة الصناعة التقليدية بجهة فاس مكناس، مؤكدا ان هذا الحكم بمثابة الرد الكافي والشافي على محترفي الصيد في الماء العكر.

وكانت المحكمة الإدارية الابتدائية قد ألغت انتخاب البوطيين رئيسا بعدما أجلت الكثير من الجلسات في إطار منح المهلة لرئيس الغرفة لكي يدلي بالوثائق. وبررت المحكمة قرارها بكون الدفوعات التي تقدم بها لدى الهيئة المختصة لم تكن مقنعة. لكن محكمة الاستئناف الإدارية بالرباط ألغت هذا الحكم، وطوت ملف طعن هز غرفة الصناعة التقليدية، وجعل رئيسها يجتاز “عبور صحراء” امتد لعدة أشهر.