تحرير الملك العمومي بصفرو.. عرائض و”حرب” بين الرئيس والسلطة

وجه سكان حي بنصفار بمدينة صفرو، اليوم، عريضة إلى السلطات العمومية ضد احتلال شارع من طرف باعة جائلين.

وأوضح السكان من خلال العريضة، نتوفر على نسخة منها، أنه بعد تدخل السلطات لتنظيم الباعة وتحرير “السويقة” التي كانت تشكل خطرا على صحة المواطنين في زمن كورونا، ظهر بائعون آخرون قاموا باحتلال شارع قبالة إحدى المدارس بالحي المذكور.

وطالب السكان من السلطات المعنية التدخل العاجل لرفع الضرر، بسبب الفوضى والعشوائية التي يعانون منها خصوصا في ظل الظروف المرتبطة بحالة الطوارئ وانتشار وباء كورونا.

وفي سياق ذي صلة، أثار تنظيم الباعة الجائلين وتحرير الملك العام بصفرو جدلا واسعا في مدينة حب الملوك.

وتفجر الجدل بعد قرار السلطة المحلية بالمدينة تنظيم بعض الباعة المتجولين بإحدى ساحات المدينة، وهو الإجراء الذي رفضه رئيس المجلس الجماعي.

وفي رسالة “نارية”، اتهم رئيس المجلس الجماعي باشا المدينة بخلق “سويقة” عشوائية بساحة مساي ضدا على قرارات واختيارات المجلس.

ووصف الرئيس، المنتمي إلى العدالة والتنمية، في رسالته، إشراف الباشا على تنظيم هذه السويقة بالترامي على اختصاصاته وحلولا محله وشططا في استعمال السلطة.

وفي اتهام مبطن للسلطة، أكد الرئيس أن عدد المستفيدين من هذه العملية بلغ 95 في الوقت الذي لم يكن الرقم يتجاوز 30 بائعا كان من المفترض إيوائهم بسوق بنو هلال، مشيرا إلى “انفجار” في الأعداد جعل السوق النموذجي لا يكفي، حسب المصدر نفسه.

ودعا الرئيس باشا المدينة إلى تصحيح الوضع، حسب نص الرسالة، منوها في الوقت نفسه بالجهود التي بذلتها السلطات لإخلاء المدينة العتيقة والمناطق المحيطة بها.

من جهته، وفي تعليق على رسالة الرئيس حول جدل ” ساحة مساي”، أبرز رضا جطيط أن رد فعل الرئيس يدخل في إطار الحملة الانتخابية السابقة لأوانها، التي يقوم بها الرئيس وحزبه منذ خسارته للأغلبية بالمجلس الجماعي.

وكشف جطيط، المنسق الجهوي للشبيبة الشغيلة التابعة للاتحاد العام للشغالين، أن “حرب” الرئيس ضد السلطة، هروب إلى الأمام ومن المسؤولية، منوها إلى أن ملف احتلال الملك العام بالمدينة ظل يراوح مكانه، منذ سنوات، بسبب تعنت الرئيس، ما خلق فوضى لم يسبق أن عاشتها المدينة.

وأوضح، المصدر نفسه، في تصريح لـ”الديار” أن رئيس المجلس، ومن خلاله حزبه، تنصل من الوعود التي قدمها خلال الحملة الانتخابية ل2015 بتنظيم الباعة المتجولين في أسواق قارة، و”يطمح في أن يبقى الوضع على ما هو عليه، ليكرر نفس الوعود ويستغل الباعة كورقة انتخابية!، خصوصا أن المدينة القديمة تعتبر خزانا انتخابيا لـ”الإخوان” ويقدمون فيها المساعدات بعيدا عن أعين السلطة” يضيف جطيط.

وزاد جطيط، في تعليقه، “إذا كان هناك شططا من الباشا أو غيره، فالمغرب بلد قانون، ويمكن للرئيس أن يتوجه للقضاء، بدل خلق البلبلة في المدينة وتدبيج المراسلات وتسريبها، من طرف مستشاري الحزب، إلى الرأي العام لتسجيل “الحضور” فقط، كما حصل سابقا في ملف الشباك”.

“من وجهة نظري المتواضعة، يقول المنسق الجهوي للشبيبة الشغيلة، على الرئيس أن يتحلى بالروح الرياضية ويقدم استقالته”، لأنه من خلال هذا الملف وملفات أخرى، تجلى للجميع فشل الرئيس في التسيير، وهو ما يغطي عليه بسجالات لا طائل منها، سوى عرقلة عمل السلطة وإرضاء بعض الأصوات “المضمونة” بالمدينة، يشرح محدثنا.

وفي ختام تصريحه، عبر رضا جطيط عن شكره للسلطات التي تدخلت، في سياق حالة الطوارئ التي يعرفها المغرب، لتحرير الملك العام وتنظيم المدينة القديمة وإعادة الاعتبار لها، لتصبح في القادم من الأيام مركز جذب للسياح بالمنطقة.